نشــأة المكتــبة
هي مكتبة عامة متعددة الوسائط، ومركز ثقافي مجتمعي على جانب من الأهمية، لما تقدم من خدمات ولما تحتوي عليه من مصادر وأوعية معلومات، ولانها منذ ان تأسست وضعت بتصرف اللبنانيين من مختلف الفئات والأعمار دون اي مقابل مادي، اسسها معالي الاستاذ ولــيد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وافتتحها مساء يـــوم الجمعة الواقع فيه 13 آذار 1987، بعد أن عمل المركز الوطني للمعلومات والدارسات علــى ترميم المبنى الأثري الذي كان يدعى "سراي بعقلين".

تاريخ المبنى
كان نعوم باشا (1892–1902) متصرف جبل لبنان يحبذ بناء السرايات كمظهر من مظاهر محبته للعمران وقد أولى هذه الناحية كامل اهتمامه فشاد في مختلف قائمقاميات المتصرفية مجموعة من السرايات كانت سرايا بعقلين ابرزها. وقد أشرف القائمقام الامير مصطفى ارسلان على بنائها كي تكون مركزا للقائمقامية التي كان يقوم بمهامها انذاك. شارك سكان بعقلين والشوف بقسميه الأعلى والساحلي في تمويل البناء بالاضافة الى ما رصد في موازنة خزينة المتصرفية، وقام القائمقام الامير مصطفى باستملاك المكان المناسب من حضرة الشيخ شبلي حمادة المشهور زمن الامير بشير الشهابي، حيث كانت تقوم بعض اجزاء من قصر احد الامراء المعنيين. وقد قام الامير مصطفى بحث الاهالي والاعيان لتمويل نفقات هذا الصرح حيث كان يستدعي وجهاء واعيان بعقلين وبعض القرى الشوفية مستنهضا هممهم اما للتبرع بالمال او بالمساهمة والعمل. تجلت في سرايا بعقلين آثار الفن المعماري الاسلامي القديم وهو الفن الذي اعتمد في بناء مختلف السرايات التي شادها نعوم باشا في المناطق كجزين وجونيه والبترون واميون وبحنس وغيرها تحول هذا المبنى في فترة من الفترات الى سجن كبير وبغية منع فرار السجناء. ادخلت تعديلات على البناء بهدف تحصينه ادت الى تشويه معالمه من الداخل فالغي الدرج الداخلي ونصبت الأبواب الحديدية مما قلل من قيمة المبنى التاريخية فضلا عن فقدان معالمه التراثية عبر اشغاله وحتى سنة 1931 كمحكمة بدائية ومخفر وسجن ودائرة نفوس ودار لبلدية بعقلين. الا ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الاستاذ وليد جنبلاط قام بترميمه واعاده الى طابعه التراثي الاسلامي القديم، وأنشأ المكتبة العامة.

الرواد من سن 15 وما فوق وتختلف أنواع رواد المكتبة بين طلاب، وزوار قراء، أو باحثين. بالإضافة إلى الزوار المختلفين نجد زواراً دائمين يواظبون على المجيء إلى المكتبة باستمرار. يتوافد الرواد إلى المكتبة من المناطق اللبنانية كافة وتختلف أسباب زيارة هؤلاء الرواد من قراءة إلى إجراء أبحاث، إلى زوار لبضع دقائق. كما تختلف نوعياتهم، وأغلبها من طلاب مدارس، إلى باحثين، إلى رواد ذوي حاجات مختلفة. وأكثر الكتب المطلوبة حاليا في هذا القسم، وبما أن أغلب رواد المكتبة هم من طلاب المدارس، لذلك يخصص لهم دوام خاص، ويأتون من مناطق لبنانبة مختلفة تقوم المكتبة بتحضير ما يسألون عنه من أبحاث أو دراسات أو كتب ويأتون مع المشرفين عليهم من الأساتذة. ويكون دوام المكتبة مخصصاً فقط لزيارة الطلاب في فترة ما قبل الظهر شتاءً.

يتألف قسم المكتبة العامة من غرف عدة منظمة ومنسقة لتستوعب أعداد الرواد الوافدين إليها حيث الكتب منظمة على الأرف بحسب نوعها من كتب أدبية، علمية، تاريخية، موسوعات، وغيرها، بشكل يستطيع معه الزائر الحصول عليها بسهولة. وإن طلب كتاباً ما ولم يعرف مكانه، حينها لا يتوانى موظفو القسم عن خدمته بأي طريقة ممكنة واقسام المكتبة العامة هي:

2- قسم مكتبة الأطفال والناشئة:
روادها من عمر 3 سنوات حتى 14 سنة، يأتون إليها من مناطق لبنانية مختلفة. أما أغلب الزوار فهم من مناطق قريبة من المكتبة.
تتألف مكتبة الأطفال والناشئة من 3 غرف، الأولى تحتوي على موسوعات ومجلات وقصص ومراجع بالإضافة إلى كتب الأشغال ودوريات للأطفال حتى عمر السادسة، وتحتوي هذه الغرفة على كراسي يجلس عليها الأطفال للإستماع إلى القصص أو للقيام بالرسم والأشغال اليدوية. الغرفة الثانية مخصصة للألعاب ويوجد فيها زاوية للمسرحيات الغنائية، وقراءة القصص. أما الغرفة الثالثة فهي مخصصة لمشاهدة الفيديو والرسوم المتحركة وتحتوي على مجلات للأطفال باللغات الثلاث ويتوسط الغرفة درج إلى غرفة صغيرة مخصصة للمرحلة المتوسطة.

الجدير ذكره أن موظفي هذا القسم هم على اطلاع دائم على الإنترنت ويقومون بسحب المواضيع التوثيقية، أو أي موضوع جديد حتى يكون متوافراً اذا ما طلبه أحد الأطفال، وإن ما يجعل قسم الأطفال والناشئة متميزاً كونه مزيناً بالألعاب ومزخرفاً بحسب عمر رواده الأطفال.