الصمد في تكريم صباح فخري : لم يكن فناناً عربياً فحسب بل تجاوز الى العالمية
رعى وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ممثلا بالمدير العام للشؤون الثقافية الدكتور علي الصمد تكريم الفنان صباح فخري بدعوة من المنتدى الانمائي لجرد عاليه والجوار خلال حفل اقيم للمناسبة في قصر الاونيسكو، في حضور عائلة المكرم وحشد من الفاعليات السياسية والثقافية والاجتماعية والفنية.
والقى الصمد كلمة للمناسبة قال فيها : "اليوم ، نجدنا أمام تظاهرة فنية موسيقية، فنحتفي بإثنين، نحتفي بحلب الشهباء، أحد أهم مراكز الموسيقى الشرقية العربية، حلب أبي الفرج الأصفهاني مع كتابه "الأغاني" في أيام سيف الدولة، كأهم مرجع في علم الموسيقى، حلب الفيلسوف الفارابي، في كتابه "الموسيقى"، بل حلب الطاعنة في زمن القدود الحلبية والموشحات وكل ما له صلة نسب بالفن الجميل والمتميز .ونحتفي بإبن حلب الشهباء لا نذكر إسمه إلا مقرونا بها، ولا تذكر حلب إلا ويستحضر صباح فخري، حاز ثقة فناني وطنه، فكان نقيبا لفناني سوريا لأكثر من مرة، وحاز محبة السوريين واللبنانيين وكل العرب. صباح فخري لم يكن فنانا عربيا فحسب، بل تجاوز إلى العالمية، فكانت له صولات وجولات في أكثر بلاد، العالم، في مسارها، وفي "أوبراتها" (Opera) وحاز شهادة تقدير من مرجعيات عالمية شتى وتنويهات، لا تعد ولا تحصى."
وتساءل الصمد: "كيف لا يبلغ صباح فخري ما بلغ، وحلب هي التي كان يأتيها أساطين الطرب العربي، من عبده الحامولي وسيد درويش وسلامة حجازي ومحمد عبد الوهاب وكارم محمود ونور الهدى وسعاد محمد والسلسلة طويلة طويلة. جاؤوها جميعهم يستفتونها في فنهم، فأجأتهم، وما كانوا ليجوزوا سبيل الفن الأصيل لولا التأشيرة التي دمغت جواز عبورهم إلى سدة الإرتقاء."
وقال: "كما أجازت حلب كبار الفنانين العرب، فقد أجازت ابنها البار صباح فخري، وارتقت به إلى سدة لم يبلغها أحد سواه في فن القدود الحلبية. هذا الرجل يجري الفن الأصيل في عروقه، يبث فيه من القوة ما يجعله قادرا على الوقوف لساعات عشر متواصلة في كركاس - فنزويلا في العالم 1968، هو أعجوبة من أعاجيب الفن، ينسى نفسه، كما المتصوفة الذين لا يستبد بهم عامل الزمن، وهم في عز أذكارهم وشطحاتهم ."
وختم الصمد: "لبنان يكرم الفنان العربي الكبير صباح فخري، والتحية الكبرى، وسعها وسع المحتفى به الفنان صباح فخري، أرفعها بإسم معالي الوزير غطاس خوري، وبإسم لبنان الذي يكرم اليوم الفنان الإستثنائي في مسيرة الفن العربي الأصيل والراقي وهو من العظماء الذين يتكلمون لغة كونية، لغة الطبيعة البكر بكل جمالاتها، هي لغة الموسيقى التي هي أبلغ من كل كلام، وأشد وقعا في النفوس وتأثيرا في القلوب "