وزير الثقافة في مناسبة وضع حجر الأساس لمتحف الفن التشكيلي: خلاصنا مما نحن فيه يكمن في العودة إلى قيم الحق والخير والجمال التي اتخذَت في #لبنان مقاماً لها مختاراً من الله

الجُمُعة, ٢٥ فبراير ٢٠٢٢
لبنان له وجه حقيقي واحد لا يتغير مهما تغيرت الظروف. لبنان صمود، جمال، #ثقافة ، لقاء، وحوار
 
دعا وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى السياسيين أجمعين، والمواطنين مقيمين ومغتربين:" أن يتشبثوا دائمًا بهذه الهوية اللبنانية الجمالية، التي أُعطيَ ل #وزارة_الثقافة أن تكون منها ولها وبها، فإنَ خلاصنا مما نحن فيه يكمن في العودة إلى قيم الحق والخير والجمال التي اتخذَت عندَنا مقامًا لها مختارًا من الله تعالى.
 
 
وقال :" المسؤولية الكبرى التي تقع على من يتولى الشأن العام في الحكم والمعارضة على السواء أن يأتمَّ بهذه القيم ويجعلَها له منارةَ هداية إلى شاطئ الأمن والاستقرار والسلام."
كلام الوزير المرتضى جاء خلال وضع حجر الاساس لمتحف الفن التشيكلي "#BEMA" برعاية وحضور رئيس مجلس الوزارء نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء والسفراء العرب والاجانب والفعاليات الثقافية والمعنية .
 
وزير الثقافة وفي بداية كلمته تطرق الى ماهية فن الرسم :" قبل أن يدرك الإنسان الأول روحَه أدركَ شكل جسده،وقبل أن يفقه معنى الألوهة الحقة فقهه صورة وثن، وقبل أن يعرف الحرفَ نبرة عرَفَه رسم مثال، هكذا استهلت الإنسانية ديوان معرفتها لذاتها ومحيطها بالصورة والشكل واللون، قبل القلم والحبر والكتاب، بل قبل أي وسيلة أخرى من وسائل التعبير البدائي أو الراقي، حتى ليمكن القول إنَّ الرسم أبو الفنون الجميلة كلِّها، سواء اعتمد فيه اللون أو الإزميل أو الخشب أو القماش أو الحجر." 
 
 وأضاف :" ميزة هذا الفن أنه، عندما ينقل الصورةَ يعيد تشكيلَها من جديد فلا تبقى كما هي. حتى اللوحةُ التي تحتوي على منظر طبيعي، تكون مختلفة حتماً عن أصل مشهدها مهما بلغت درجةُ الأمانة في تصويرها، ذلك لأن الروح التي تسري من الأنامل إلى الريشة تبث في اللوحة حياة تخرِجها من الجماد المحض إلى الرونقِ المحض."
 
 وتابع المرتضى :"الحقيقةُ أن الفنَ كلَّه في عمقِ مغزاه إعادة تشكيل للكون والكائنات. وأثمن ما فيه أنه يسمر اللحظة الهاربة ويحبسها في إطارٍ ذي شكل وقياس، فيجعل الماضيَ جار المستقبل، ويمنح اليوم المكتومَ وقتُه جنسية العصور التي تخلِّد الحضارات."  
 
 واستطرد :" من هذا المنطلق شاء لبنان أن يكون له متحف متخصص بعرض إبداعات #الفن_التشكيلي، تحفظُ جدرانُه ذاكرةَ الألوان، وتتلقف أرجاؤه المنجزات الإبداعية اللبنانية في هذا الفن الجميل. وليس وطنُنا في كنهه سوى متحف واسعٍ لجمالات من صنع الطبيعة والإنسان، راكمتها الأزمنةُ وارتقى بها الفنانون. وإن الجائل في أرجائه لَواجد حيثما التفَتَ ميراث جمالٍ متحفزٍ لأن يصير لوحةً على ريشة رسام، أو قصيدة على قلم شاعر، أو أغنية على حنجرة مطرب. وهذا هو الغنى الحقيقي الذي تكتنزه بلادنا، وإليه ينبغي لنا أن نعودَ كلما ادلهمت في فضائنا الأحوال، كما هي حال يومنا."
 
وأردف وزير الثقافة :"على السياسيين أجمعين، والمواطنين مقيمين ومغتربين، أن يتشبثوا دائمًا بهذه الهوية اللبنانية الجمالية، التي أُعطيَ لوزارة الثقافة أن تكون منها ولها وبها، فإنَ خلاصَنا مما نحن فيه يكمن في العودة إلى قيم الحق والخير والجمال التي اتخذَت عندَنا مقامًا لها مختارًا من الله تعالى. والمسؤوليةُ الكبرى التي تقع على من يتولّى الشأن العام في الحكم والمعارضة على السواء أن يأتمَّ بهذه القيم ويجعلَها له منارةَ هدايةٍ إلى شاطئ الأمن والاستقرار والسلام."
واكد ان لبنان :" له وجه حقيقي واحد لا يتغير مهما تغيرت الظروف،لبنان صمود،لبنان جمال ،لبنان ثقافة،لبنان لقاء ، لبنان حوار ."
 
وختم قائلاً :"برعاية دولة الرئيس وحضوره وضعنا حجر الأساس لمبنى متحف الفن التشكيلي الذي نأمل أن يكتمل بناؤه ونفتتحَه من دون تأخير. لكن لنتذكَّرْ على الدوام أنَّ أعمال الفنانين وإبداعاتِهم ستبقى وحدها الحجر الذي سيكون رأس الزاوية في هذا المعلمِ الثقافي."

الأخبار