إفتتح وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، في فندق "الكومودور" اليوم، المؤتمر الرابع لجمعية المكتبات اللبنانية، الذي يستمر 3 أيام، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات IFLA - لجنة آسيا وأوقيانيا، بعنوان "المكتبات المتجددة: الطريق إلى المستقبل"، في حضور المدير العام للشوؤن الثقافية في الوزارة الدكتور علي الصمد، رئيس مجلس ادارة - المدير العام للمكتبة الوطنية الدكتور حسان عكرا، رئيس الاتحاد الدولي للمكتبات سنجاي بيهاني، رئيس جمعية المكتبات اللبنانية الدكتور فوز عبد الله، وحشد من المهتمين بعلم المكتبات من مختلف الدول العربية والأجنبية.
الخوري
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية للدكتور غسان مراد، تحدث وزير الثقافة فأكد أنه منذ توليه "مهام الوزارة عمل على دعم موضوع إنشاء المكتبات، لا سيما منها إعادة تفعيل مشروع إنماء المكتبة الوطنية، الذي كان يحتاج إلى مبلغ من المال تم الاستحصال عليه، بالتعاون مع رئيس الجمهورية"، وقال: "لقد تم استكمال بناء المكتبة الوطنية وتجهيزها وتعيين رئيس مجلس ادارة، مدير عام ومجلس إدارة، ونحن على أهبة الاستعداد للبدء بالعمل في هذا الصرح الثقافي، ولا ينقصنا سوى الافتتاح الرسمي، فكل شيء أصبح جاهزا".
وعن موضوع المكتبات العامة، قال: "تم تعيين مدير عام للشؤون الثقافية، وأجرينا دراسة حول المشاكل التي تواجهها هذه المكتبات من خلال مؤتمر عقد في مكتبة بعقلين، حضره قسم كبير منكم، وناقشنا أهمية تفعيل العمل بين مختلف المكتبات وخلق رابط فعلي بينها وبين الإدارة في وزارة الثقافة والمكتبة الوطنية".
ولفت إلى أن "أهمية الموضوع هي في إعادة كلمة المكتبة إلى التداول"، وقال: "لقد مرت فترة من الزمن، لم نعد نسمع فيها بأن الطالب يحتاج إلى المراجع في مكتبة لتقديم دراسة أو بحث. اليوم، هناك مكتبة وطنية حاضرة، ومكتبات في كل المناطق، ومنها مكتبة بعقلين، وهي الجوهرة في تاج بقيت مستمرة في عملها".
أضاف: "ما نسعى إليه هو إيجاد تفاعل حقيقي بين كل المكتبات، وهذا ما تمت مناقشته خلال لقاء المكتبات العامة في بعقلين بأن تتحول المكتبات من حاضنة للكتب ومكان للمطالعة إلى مكان تفاعل ثقافي إجتماعي يتعاون مع وسائل التواصل الاجتماعي ومواكب للتطور التكنولوجي".
وختم الخوري: "هذا الدور المتجدد يجب تطويره، ونحن نعول على الشراكة مع جمعية المكتبات اللبنانية والقطاع الخاص، وبين المكتبة الوطنية ووزارة الثقافة التي بدأت جديا بإعطاء هذا الدور إلى المكتبات، ولا تتراجع عن الخطوات التي اتخذتها لأنها خطوات أولية في الاتجاه الصحيح، ونأمل تحقيق ما نصبو إليه".
عبد الله
بدوره، قال عبد الله: "إن عالمنا المعاصر يشهد تحولات نوعية وتطورات كبيرة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، فتداخلت المصطلحات وكثرت التسميات والتعريفات، وتعددت المؤتمرات والندوات والمناقشات وورش العمل حول هذه التطورات والتقنيات في مجال الانترنت، الجيل الاول والثاني والثالث والوصول الحر وتناقل المعلومات عبر الهاتف الجوال الى المكتبات الالكترونية والافتراضية والرقمية ومحركات البحث ودلائل المواضيع".
وسأل: "أين نحن في لبنان والعالم العربي من ذلك؟"، وقال: "لدينا الكفاءات العلمية والإمكانات المادية للتفاعل مع هذه التقنيات والتطورات بمهنية عالية، ولكن لا يمكن تحقيق طموحاتنا أو بعض منها. كما لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة الامم المتحدة 2030، إلا بوجود تعاون وتكامل وسياسة واضحة ودعم مادي من قبل مؤسساتنا الحكومية".
وأشار إلى أن "جمعية المكتبات اللبنانية تؤكد أن الحرية الفكرية حق لكل فرد، سواء في اعتناق الآراء والتعبير عنها، أو في التماس المعلومات وتلقيها، وهذا الحق هو أساس الديموقراطية، ويقع في صميم الخدمة المكتبية، وأن حرية الوصول إلى المعلومات بأي وسيلة ومن دون أي اعتبار للحدود، هي مسؤولية مركزية لمهنة المكتبات والمعلومات. كما أن إتاحة الاستفادة من دون عوائق من الإنترنت والمكتبات وخدمات المعلومات تساند الجماعات والأفراد في سعيهم إلى الحرية والازدهار، ومن المفترض إزالة الحواجز التي تعترض تدفق المعلومات، لا سيما الحواجز التي تشجع اللامساواة والفقر واليأس".
ونوه عبدالله ب"جهود وزارة الثقافة، التي قامت بإنشاء المكتبات العامة ودعمها في المناطق اللبنانية بمعظمها، على أمل أن تنتشر المكتبات العامة في كل القرى والبلدات والمدن اللبنانية في المستقبل القريب"، وقال: "نتطلع بشغف إلى اليوم الذي سيتم فيه إحياء المكتبة الوطنية لتعيد تتويج بيروت عاصمة للعلم، كما آلت على نفسها منذ فجر التاريخ، ونحن على ثقة بعودة الدور الثقافي لعاصمة الكتاب العربي بيروت".
بيهاني
من جهته، قال بيهاني: "إن الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات هو الهيئة الدولية الرائدة التي تمثل مصالح المكتبات وخدمات المعلومات ومستخدميها، وهو الصوت العالمي للمكتبات ومهنة المعلومات. لقد تأسس الاتحاد خلال عام 1927 واحتفل بعيده التسعين في عام 2017. وبات يضم اليوم 1.400 عضو في أكثر من 40 بلدا من حول العالم".
أضاف: "حين نتحدث عن المكتبات الابتكارية، تبرز أهمية دور الهيئات المهنية، وجمعيات ومنظمات المكتبات لمواكبة التطورات الجديدة. وفي هذه الحقبة الرقمية، التي نعيشها، يجب أن نحدث طرق عملنا لنلحق بركاب التطور. وحين نتحدث عن المكتبة الابتكارية اليوم، ندرك أن طريقة الحصول على المعلومات ومعالجتها واستخدامها تغيرت في مكتباتنا. وبالتالي، لم تعد المكتبة مكانا نبحث فيه عن كتاب أو نقوم فيها بفرض، بل باتت اليوم مواقع التقاء ومراكز إعلامية ومستودعات رقمية، وعجائب في الهندسة العصرية والتصميم الحديث".