الخوري خلال حفل مشروع ترميم فسيفساء موقع آشمون: سيكون مقصداً للزائرين والمؤرخين والسياح

الجُمُعة, ٠٣ أغسطس ٢٠١٨
أعلن وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ان موقع ِآشمون الاثري في بقسطا – شرق مدينة صيدا جدير بان يكون الافضل ومقصداً للزائرين والمؤرخين والسياح وان وزارة الثقافة ستتابع العمل في هذا الموقع.

وتكمن اهمية هذا المشروع الذي استغرق عاما ونصف العام وقام به فريق متخصص تابع للمديرية العامة للآثار انه اعاد ترميم نحو 14 قطعة فسيفساء في موقعها الاصلي داخل المعبد تعود للحقبات الرومانية والبيزنطية في إطار المحافظة على الارث الثقافي والتاريخي لهذا الموقع، ليكون قيمة مضافة لما تكتنزه صيدون من قطع اثرية تعود لتاريخها القديم ومن شأنه ادراجها على الخارطة الثقافية والتراثية الوطنية والعالمية.

كلام الوزير الخوري جاء خلال الاحتفال بانتهاء مشروع ترميم فسيفساء موقع آشمون الاثري بتمويل من صندوق السفراء الاميركيين للحفاظ على التراث الثقافي وذلك في حضور السفيرة الاميركية في لبنان اليزابت ريتشارد، النائب بهية الحريري، مدير عام الآثار سركيس الخوري، مدير عام المكتبة الوطنية د. حسان عكرا رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وحشد من فعاليات مدينة صيدا والجوار.

بعد جولة للوزير الخوري والسفيرة ريتشارد والنائب الحريري في ارجاء موقع آشمون  القى الوزير الخوري كلمة بالمناسبة قال فيها :"لم افاجأ في هذه البلدة بقسطا معبدا وموقعا اثريا فلبنان كله غني بالمعابد والمواقع بل تكاد كل ضيعة ان يكون لها معبد وشفيع هذا الغنى التاريخي والتراثي يجعل بلدنا لبنان بلدا مقدسا ومحصنا بالعابدين منذ الآف السنين قبل الميلاد، ومن دواعي الفخر هنا ان نجد الاله اشمون اله الشفاء والحياة المتجددة وسيط السلام عبر التاريخ الشاب المحبوب قد صار شفيعا للاطفال، هذه الصفات الطيبة لاشمون اراد صندوق السفراء الاميركيين للحفاظ على التراث ان يساهم في تعزيزه وتجميله ليستمر معلما تراثيا بارزا وعبره ليستمر لبنان كله ارثا ثقافيا تزدهر فيه السياحة الدينية مثل انواع السياحات الاخرى ."

اضاف : "لصندوق السفراء الاميركيين كل الشكر الكبير على اهتمامهم بالتراث الثقافي في لبنان وتجديد فسيفساء هذا المعبد الاثري للاله اشمون، ونحن في وزارة الثقافة سنتابع العمل في هذا الموقع ومساهمة اليوم ليست سوى خطوة ايجابية، لا بد من متابعتها فهذا الموقع جدير بأن يكون الافضل ويكون مقصدا للزائرين والمؤرخين والسياح على انواعهم ."

وتابع : "هنا لا بد من الاشارة ان متحف صيدا ووزارة الثقافة تفتخر به كما تفتخر بمعبد اشمون لأن هذا المعبد هو الذي زود المتحف الوطني باهم القطع وهو الجوهرة في التاج، اما بالنسبة لمتحف صيدا الذي هو احد اهم المتاحف في العالم يبنى في موقع اثري فهو ايضا بهمة الفاعلين وهمة دولة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري استطعنا رصد مبلغ من الموازنة وزارة الثقافة، لاكمال هذا المشروع وسوف نكمل قسما منه ونفتحه امام الزوار ونستكمل بقية الاقسام وطبعا كل المواقع الاثرية في صيدا تهمنا القلعة البحرية والقلعة البرية والمبنى التراثي في الراهبات الذي هو محط اهتمامنا ايضا، ونحن نهتم بهذا الموقع وسوف يكون لنا قريبا اجتماع مع المعنيين لحل هذه الامور واكرر تهنئتي لهذه المنطقة الحبيبة والعزيزة وتنويهي بجهود المديرية العامة للآثار الذي لا تغفل عن اي شيء في هذا البلد وعلى رأسها المدير العام سركيس الخوري وشكري للسفارة الاميركية في بيروت ولكم جميعا ."
 وكانت السفيرة ريتشارد نوهت في كلمة لها بانجاز الترميم للموقع وقالت  :"  أود أن أتوقف لحظة لأحيي كل علماء الآثار هؤلاء والمؤرخين وأبطال الحفاظ على التراث الذين يعملون بعيدا من الصفحات الأولى في الصحف على الحفاظ على هذا التراث الغني لأطفالكم وأحفادكم واحفادهم ،إن المشروع الذي نزوره اليوم هو واحد من سبعة عشر مشروعًا تم تنفيذها في جميع أنحاء لبنان بدعم من صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي منذ ثمانية عشر عاماً ، قام الكونغرس الاميركي بتأسيس صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي كإلتزام من الشعب الأميركي بحماية وتأهيل المواقع والمواد الثقافية، ولمساعدة المنظمات والحكومات على الحفاظ على تراثها الثقافي والتشارك في ذلك مع الزوار من جميع أنحاء العالم.
 
هذا المشروع هو بشكل خاص نموذج مثير للاهتمام للتعاون الوثيق بين وزارة الثقافة والسفارة الأميركية 

أتمنى أن تتذكروا جميعاً قضية تمثال رأس الثور الذي تم الاتجار به، والذي تمّت إعادته إلى بلده لبنان في شهر شباط من هذا العام عبر الجهود المشتركة لوزارة الثقافة وقوى الأمن الداخلي وسلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، نحن في السفارة الأميركية فخورون جدًا بأننا كنا جزءًا من عملية إعادة هذه القطع الهامة من تراث لبنان وتاريخه إلى موطنها.

واضافت السفيرة الاميركية:" إن الالتزام المتبادل بين بلدينا للحفاظ على لبنان وممتلكاته الثقافية، ومكافحة الاتجار غير المشروع، ساهما في عملية الاسترجاع الناجحة تلك.  

تستمر جهودنا اليوم لتحديد مواقع جميع القطع الأثرية المنهوبة وإعادتها إلى لبنان. ونبقى ملتزمين الحفاظ على المواقع والقطع التراثية الكثيرة الموجودة في هذا البلد الجميل. يشرفني أن أكون هنا اليوم في افتتاح هذا الموقع وأتطلع إلى مواصلة عملنا معا في هذا المجال في المستقبل.  
 
وكان مدير عام الاثار المهندس الخوري تحدث عن اهمية هذا المشروع للحفاظ على التراث الثقافي وقال:” ان معبد اشمون المدرج على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي مهد الحضارات الفنيقية والفارسية والرومانية والبيزنطية اغنى المتحف الوطني بمجموعة قطع اثرية مميزة ساهمت في كتابة تاريخنا، وفي إطار الشراكة المميزة والمستمرة التي تجمعنا مع السفارة الاميركية أبصر هذا المشروع النور."

اضاف: "لا بد من تقديم الشكر والتقدير لسعادة السفيرة اليزابيث ريتشارد التي تميزت بشغفها بتراثنا وابدت اهتماما وحرصا على هذا الارث الثقافي وقد ساهمت هذه الشراكة بتأهيل الحمام الروماني في عنجر جسر جب جنين في البقاع الغربي واستمرت في جبيل وفقرا، ومؤخرا أثمر التعاون مع السفارة الاميركية على استرداد قطع اثرية مصدرها معبد اشمون كانت قد فقدت من مستودعات المديرية العامة للآثار وعادت لتأخذ مكانها في ارجاء المتحف الوطني. ان ترميم الموزاييك في هذا الموقع هو بداية عملية تأهيله وتزويده بكامل المقومات السياحية بهدف ابراز اهميته الاستثنائية محليا وعالميا. وجدير ذكره ان عمليات التأهيل قد اثمرت عن تكوين فريق عمل متخصص في مجال ترميم الموزاييك."

ثم جرى عرض شريط مصور عن العمل بمشروع ترميم الفسيفساء في موقع معبد اشمون وعلى هامش الحفل كانت كلمة للنائب الحريري وقالت: "هذا المكان هو ارث كبير وثروة للمنطقة ونحن فخورون فيه وبما يتم انجازه وفخرنا أكبر انهم اغتنموا المناسبة لتأهيل فريق لاكمال عملهم في هذا المجال، هذا الامر بداية وكله موزاييك قطعة قطعة حتى يكتمل العمل ونحن سنتابع الموضوع ونحاول المساعدة دوما حتى يستطيع ان يأخذ مكانته ضمن السياحة الدينية والوطنية."

واضافت: "هذا العمل خطوة مهمة خاصة ان من قام بهذا المشروع اصبحوا يستطيعون مواكبة الوفود والشرح لهم عن اهمية الموزاييك والآثار الموجودة، واليوم هو يوم عظيم بالنسبة لنا وللمنطقة وبالنسبة لأن تكون هذه المنطقة على الخارطة السياحية للبنان وللعالم.
 
المكتب الاعلامي
امل منصور







الأخبار