الصمد في تكريم شوقي ابو شقرا: علما كبيرا من اعلام لبنان

الجُمُعة, ٠١ فبراير ٢٠١٩
رعى المدير العام للشؤون الثقافية الدكتورعلي الصمد حفل تكريم الشاعر شوقي ابو شقرا بدعوة من منتدى شهرياد في امسيته السابعة بعد المئة، حيث منح الصمد المكرم باسمِ وزارة الثقافة درع الإبداع تقديرا لعطاءاته.

وقال الصمد في كلمته:" هل تحتاجُ الكتابةُ عن شوقي أبي شقرا إلى مناسبة؟ "في رأيِنا لا، فهذا الرجلُ، وهو شاعرٌ كبيرٌ، قابلٌ كلَّ يومٍ للتأويل الشعريِّ المفتوحِ على العوالمِ الفنيةِ التي ابتكرَها للقصيدةِ العربيةِ الحديثة، مُقتحِمًا فيها ما ليس معهودًا، ولا قابلًا للشَّعْرنةِ، فكيف للشَّعرنةِ الحديثة؟

وأضاف الصمد:" توازيًا مع هذا القولِ للأديبِ سلمان زين الدين، فإنَّ شوقي أبي شقرا قابلٌ كلَّ يومٍ للتكريمِ والاحتفاءِ به! كيف لا وهو أحدُ كبارِ الشعرِ السّريالي ، في لبنانَ والعالمِ العربي . وقد كان له أنْ ينتقلَ من كتابة الشعرِ بالفرنسية في بدايته،  إلى الشعر العمودي ، وصولًا إلى قصيدةِ النثرِ في ديوانه الثالثِ " ماءٌ إلى حصانِ العائلة " .ولقد كان لريادتِه الشعرية أن يغدوَ أحدَ أركانِ مجلة " شعر " ، إلى جانبِ أدونيس ومحمد الماغوط ويوسف الخال وأنسي الحاج وسواهم . وقبل ذلك أسس " حلقة الثريا " مع جورج غانم وإدمون رزق وميشال نعمة .

ولفت الى ان من محطاتِ ابوشقرا الفارقةِ، بل الرائدةِ، أنه أسسَ أولَ صفحةٍ ثقافية يومية في الصحافةِ اللبنانية، ليتولى منذ العام 1964 مسؤولية الصفحةِ الثقافية في جريدة النهار ، وليستمرَ فيها على مدى خمسٍ وثلاثين سنة .ولقد كان لِجيلٍ من الشعراءِ أن يتربوا ، خلال هذه الحقبةِ على يدِ شاعرِنا ، فكان لهم نِعم الهادي ونِعم الموجِّه والمشجِّع !هذا العملاقُ الثمانينيُّ – أطال الله عمره – وصاحبُ ثلاثةَ عشرَ ديوانًا شعريًا ، خلّف لنا مرجعًا هامًا ، منذ سنتين " شوقي أبي شقرا يتذكر ".

وعن كتاب ابوشقرا قال:" هذا الكتابُ الذي يخالُه البعض سيرةً ذاتيةً هو، من خلال استعراض يومياته، تاريخٌ للحياةِ الثقافية في لبنان، وكتابٌ عن الشعراء والأدباء والصحافةِ في حقبةٍ من العصرِ الذهبيّ في لبنانَ الأدبِ! لم يعتمدْ لغة السرد، بل خاطَ هذه السيرةَ الذاتيةَ بلغةٍ شعريةٍ هي لغةُ الشعرِ الحلال الذي عوَّدنا عليه في دواوينِه. لغتُه، شعرًا أو نثرًا، تنفذُ إلى الأعماق، وتحملُ الكثيرَ الكثيرَ من أسرارِ التّكوين اللفظيّ.

وختم المدير العام قائلاً:" لَكمْ يسعدني أن نكرمَ علمًا كبيرًا من أعلامِ لبنانَ في الميدان الأدبي، وهو لا زال حيًا يُرزق! ولا يسعني إلا أن أتقدّمَ بجزيل الشكرِ من " شهرياَد " التي أتاحت لنا أن نلتقيَ لنتحتفيَ بعملاقٍ من عمالقة زمنِنا الجميل. شكرًا من القلب شاعرَنا الكبير، شكرًا لك لما قدّمتَ من إسهاماتِ في إعلاء شأن الثقافةِ اللبنانية والعربية.  وباسمِ وزارة الثقافة اللبنانية، وتقديرًا لعطاءاتِكَ أقدمُ لك درع الإبداعِ.

قدم الامسية الكاتب والناقد سليمان بختي، وكانت كلمات لكل من الاديب والصحافي سمير عطالله، الناقد والاديب عبده لبكي مع شهادات تقدير لكوكبة من أعلام الفكر والادب.


الأخبار