المرتضى في تكريم المبدعين: لبنان تعود أن يجعل من الركام حافزا للقيامة

الأحَد, ١٢ ديسمبر ٢٠٢١
رأى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى أن "الوطن يكاد يضيق على أهله، وعلى كل الذين أحبوه وتمثلوه رسالة وأنموذجا للتنوع والتجذر والتحرر في طول هذا الشرق وعرضه". وقال: "نزلت عليه النكبات من كل اتجاه، لكنه وطن ولود. أرضه أرض المبدعين وفضاؤه متجلى القيم. تعود أن يجعل من الركام حافزا للقيامة، ومنطلقا لاستعادة الدور الذي من أجله كان وسيبقى منبرا للعلم والتفوق والحضارة".
 
كلام المرتضى جاء خلال تكريمه ثلة من المبدعين في احتفال نظمته مؤسسة "أرض المبدعين" برعاية وزارة الثقافة في مركز لقاء في الربوة، 
وألقى المرتضى كلمة سأل فيها: "هل بقي من الإبداع شيء تقدمونه للناس في وطنٍ يتآكل على جميع المستويات؟ ثمة من يقفز إلى رأسه هذا السؤال لمجرد سماعه بأننا لا نزال هنا نكرم المبدعين، أو لأننا نطل من رابية عالية على أوسمة يحسبونها من النوافل التي يستغنى عنها في بلد، بات يصنف من أوائل البلدان التي تذوي فقرا وقهرا على مستوى العالم. هذا السؤال بعينه هو التحدي الذي يملي علينا أن نتنفس أملا كي لا نموت ألما".
 
أضاف: "نعم أيها الأحبة نحن في موطن يكاد يضيق على أهله، وعلى كل الذين أحبوه وتمثلوه رسالة وأنموذجا للتنوع والتجذر والتحرر في طول هذا الشرق وعرضه. نزلت عليه النكبات من كل اتجاه، لكنه وطن ولود. أرضه "أرض المبدعين" وفضاؤه متجلى القيم. تعود أن يجعل من الركام حافزا للقيامة، ومنطلقا لاستعادة الدور الذي من أجله كان وسيبقى منبرا للعلم والتفوق والحضارة، ولهذا نحن هنا تحت وهج حسن كامل الصباح ورمال رمال وتراث المعالفة والبساتنة واليازجيين وسواهم ممن صنعوا الفكر والعلم وأناروا الشرق والغرب لنثبت للقاصي والداني أن لبنان لن ينحني".
 
وتابع الوزير المرتضى: "في تراثنا الديني ما يعطينا دفعة جميلة لنرنو دائما الى أرض الابداع، فقد روي عن النبي محمد أنه قال: من تساوى يوماه فهو مغبون، وأنا أحسب أن أولى خطوات الإبداع أن ننتزع من أنفسنا هذا الروتين القاتل، وأن ننتصر على دواخلنا ولا نقنع بالعيش عيش الحجر، كما يقول الشابي. وفي حديث آخر للنبي محمد: إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه. وتلك لعمري هي اللبنة الثانية في عملية الصعود نحو النجاح ثم الابداع، فاجتياز القمم يفترض أولا أن نجتاز عقبة النفس ثم أن نشحنها بالتحفيز والتركيز. وكيف لنا أن ننسى قول السيد المسيح: تعرفون الحق والحق يحرركم، فإنه جعل المعرفة بابا للحرية. وكيف لنا أيضا أن ننسى قول القديس بولس: تنافسوا في المواهب الفضلى، وهذا يكون بأن نعبر حواجز الخوف المصطنعة التي غالبا ما تخطفنا في بلداننا وربوعنا، ولا سيما أننا نتنافس في مواهب غير فضلى، إن صح وصفها بالمواهب، كالطائفية والعصبية، وحمية الجاهلية التي ضحك منها المتنبي ذات يوم وأضحك إبله فقال: ما زلت أضحك إبلي كلما نظرت الى من اختضبت أخفافها بدم أسيرها بين أصنام أشاهدها ولا أشاهد فيها عفة الصنم".
 
وقال: "هكذا كتب علينا في بلداننا أن تنشأ معظم تجاربنا الناجحة بمبادرات فردية او بإرادات أهلية بمحلية كما يقولون. ومع أن هذه الإرادات سدت الفجوة في معظم ما عشناه من نجاحات، الا أننا عندما افتقدنا للبنان المؤسسة ولبنان الدولة القوية العادلة وعشنا كل هذا اليتم في بيئاتنا الوطنية، فكأننا أطلقنا الصيحة لكل هؤلاء المبدعين أن يرحلوا ويغادروا ويهيموا في أرض الله الواسعة. أنا بينكم اليوم لأضم صوتي الى أصواتكم، لنحاول أن نكون وطن الفاعلين لا وطن المنفعلين، ولأعبر معكم وسط كل هذا الضجيج وهذا الخوف وهذه المعاناة نحو الطموح والعزة والكرامة التي يصنعها هؤلاء الذين عندما يكرمهم وطنهم فإنما يكرم مستقبله وغده وكل آماله بالنهوض، ولذلك فأنا لا اعتبر أننا اليوم نحتفي بهذه الثلة ضمن ديكور اعلامي او فولكلور ثقافي شكلي، بل في سياق خطوة نريدها أن تكبر وتتسع لتتحول الى خطة نعيد من خلالها إنتاج البلد في خط العلم الذي يصل به مجددا الى النجومية العالمية".
 
أضاف: "إنني في الوقت الذي أبارك لكم فيه كل هذا الجهد الذي يمثل حافزية عالية وخصوصا في مثل هذه الأيام العصيبة التي نعيشها، فإنني آمل أن يكون ذلك مشجعا لكل من يملك الامكانات للسير على خطاكم، كما آمل أن تسير الدولة في هذا الركب، وهي الأولى به مسؤولية وتنفيذا، وخصوصا أننا نحتاج الى سلاح كل هؤلاء المتفوقين المبدعين في هذه المرحلة بالذات التي يتعرض فيها البلد لحصار كبير وضغط من أكثر من جهة حتى يعلن خضوعه واستسلامه، بعد أن كان نموذج العزة الكبرى في المنطقة".
 
وختم: "نحن أمام ضغط يحاول أن ينتزع منا حتى المستقبل، وأن يسحب البساط لا من تحت أقدامنا بل من تحت أقدام أولادنا وأحفادنا، وليس امامنا الا الصمود وأن نربح في مرحلة العض على الأصابع وسلاحنا دائما العلم والتفوق والابداع والتمسك بمواطن قوتنا ووحدتنا والمجاهرة بالحق والسير في خط المسؤولية حتى النهاية".
 
بكاسيني
وأطلق كمال بكاسيني فكرة إقامة الاحتفال الذي قدمته الاعلامية مارغوريتا زريق، والذي يقام للسنة الثالثة على التوالي، لتكريم مبدعين، ويتميز بتكريم فئات مبدعة في مهنتها من أطباء ومهندسين ومخترعين وشعراء وملحنين ورسامين واعلاميين ومراسلين وغيرهم، لإنجازاتهم وإبداعاتهم، إيمانا بلبنان الرسالة، لبنان ارض المبدعين.
 
وبعد افتتاح الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد أرض المبدعين، شكر كمال بكاسيني الوزير المرتضى وفريق عمل الوزارة التعاون والتنسيق والرعاية، متمنيا أن "يستمر هذا التعاون لأن الوطنيين والذين يحبون لبنان يدركون أن وزارة الثقافة هي الوزارة السيادية الأهم بين كل الوزارات، وأن إنقاذ الوضع مرتبط بالأساس بإعادة إحياء ثقافته التي عرف بها دوما، أدبه، شعره، فنه، ثقافة عيش أهله في ضيعهم، في مدينتهم، ثقافة الاهتمام ببيئتهم وطبيعتهم، ثقافة التلاقي وفهم البعض البعض الآخر".
 
 
 
وشكر بكاسيني القيم البطريركي العام انطوان نشار الحاضر والداعم ، والحضور الوزير السابق محمد داود داود، ، المونسنيور أنطونيو واكيم ممثلا المطران بولس عبدالساتر، رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبود، المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم وعقيلته، أسامة ذبيان ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، الدكتور وسيم وهبة ممثلا وزير المال يوسف الخليل، رئيس مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية عماد الأشقر ممثلا وزير التربية عباس الحلبي رئيس جامعة الحكمة الأب الدكتور طانوس الخليل، نائب رئيس نقابة الممثلين بيار غانم ورؤساء بلديات وفنانون ورجال فكر وإعلام وعدد كبير من السياسيين وأهل المجتمع والأعمال وممثلو وسائل الاعلام والصحافة.
 
 
وتخلل الاحتفال لوحات موسيقية وغنائية، وتوالى التكريم، والمكرمون لسنة 2021 هم: كاريتاس وعلى رأسها الأب ميشال عبود، والتي أبدعت كفريق متكامل خلق الفرق في خضم الازمات، الأديبة مي خليل كاتبة وشاعرة "يسير في موكب العظماء أدبها"، الدكتور نواف كبارة رئيس الجمعية الوطنية لحقوق المعاقين ورئيس منتدى حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة، رئيس بلدية عين الجديدة الذي عمل على تكريس العيش المشترك ايلي متى، علي عيبيدي لانه عبرة لرجل الاعمال الطموح والناجح، الإعلامي جان نخول لحرفيته ومهنيته ومصداقيته، الصحافي والاعلامي شادي سرايا وهو محلل سياسي وكاتب، الصحافية ليال بو موسى الباحثة ومعدة التحقيقات الإستقصائية والمتميزة بالموضوعية، الإعلامية لارا نون وهي كاتبة واعلامية وناشطة اجتماعية ترسم للابداع عنوان ثقافة وجمال، المخرج كاظم فياض لإبداعه في الاخراج، الإعلامية هيام ابو شديد الممثلة والأيقونة الإعلامية، بركات جبور لموهبته الاستثنائية في العزف بالرغم من إعاقته، الدكتور انطوان جدعون علم من اعلام الثقافة اللبنانية، المصور الفوتوغرافي الياس دياب لإبداعه في مجال التصوير، المايسترو ايلي العليا لإنجازاته في مجال الموسيقى، جورج حران تاريخ مميز في التمثيل، سعد حمدان لتميزه في ادواره التمثيلية وغنائه، المحامي شوقي ساسين تاريخ من الانجازات، النقيب محمد مراد لانجازاته في النقابة ومسيرته، الممثلة ميراي بانوسيان لتميزها بموهبتها الاستثنائية ووضاح ملاعب لكونه نجما من النجوم المبتكرين اللبنانيين.
 
وألقى المبدعون المكرمون كلمات مقتضبة شكروا فيها صاحبي المبادرة والرعاية.









الأخبار