المرتضى من المتحف الوطني: نحو مقاومة فكرية لدحض زيف المزاعم الصهيونية أن لهم في بلادنا حقا موهوما
أكد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى "ان مواجهة من يحاول اغتصاب منجزاتنا الحضارية وتراثنا الثقافي بتجلياته المادية والروحية يكون بالمقاومة الفكرية التي تمشي جنبا الى جنب مع المقاومة العسكرية، وان ما يجمع لبنان بسوريا ليس ذلك التاريخ المشترك فحسب بل:" نحنا شعب واحد في دولتين مستقلتين متكاملتين ، تاريخنا واحد، تحدياتنا واحدة وتطلعنا الى مستقبل أرقى وأفضل حضاريا وانسانيا هو تطلع واحد."
كلام الوزير المرتضى جاء في خلال رعايته وحضوره اليوم في المتحف الوطني وفي حضور السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، تقديم متحف "نابو" ممثلا بالأستاذ جواد عدره خمس قطع أثرية من اصل سوري - تدمري الى الجمهورية العربية السورية التي استلمت هذه القطع بواسطة المدير العام للآثار السوري.
أضاف المرتضى:"نلتقي اليوم في رحاب متحفنا الوطني لمناسبة تسليم القيمين على متحف "نابو" إلى الدولة السورية ممثلة بسعادة السفير قطعا أثرية، يحكي صمتها قصة انبلاج الحضارة البشرية من هذه الأرض المباركة، منذ فجر التاريخ."
وشدد المرتضى على اهمية المواجهة الفكرية والعسكرية "لكل من يحاول سلبنا حقوقنا"، وقال:"لا أريد العودة إلى الأزمنة السحيقة، إلا لأذكر بأن الصهاينة الذين اغتصبوا أرض فلسطين حاولوا، وما زالوا يحاولون اغتصاب منجزاتنا الحضارية وتراثنا الثقافيِّ بتجلياته المادية والروحية كافة وانتحالها لأنفسهم، كوسيلة لتأييد مزاعمهم بأن لهم في بلادنا حقا موهوما. وهذا ما علينا مواجهته، بالمقاومة الفكرية التي تمشي جنبا إلى جنب مع المقاومة العسكرية، وفق خطة معرفية بدأها الكثيرون من مفكرينا وأظهروا بالأدلة التاريخية المسندة إلى قواعد العلوم الحديثة زيف تلك المزاعم. وعلينا نحن متابعة هذه الخطة في بلداننا العربية على المستويات الرسمية والأكاديمية والإعلامية والشعبية، حفاظا على أسس انتمائنا."
واستطرد :"من هنا أقول: إن ما يجمع لبنان بسوريا ليس ذلك التاريخ المشترك فحسب، بل هذا الحاضر الذي يجعل المستقبل أكثر سلاما وإشراقا بمقدار ما يتجذر التعاون بين البلدين في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي الذي يريد تدمير تاريخنا، والإرهاب التكفيري الذي يريد تشويهه، وهما في ذلك متكافلان متضامنان."
وختم وزير الثقافة:"نحن إذا، كدولتين وكشعب واحد ليس لنا إلا التكاتف في مواجهة المخاطر والانتصار عليها وبناء السلام والازدهار لمواطنينا. فلقد أثبتت حوادث التاريخ أن أي خطر يتهدد إحدى الدولتين ينعكس حتما على الأخرى، وأي أمن تتمتع به إحداهما تنتفع حتما به الأخرى. وما شهده لبنان خلال الحرب المشؤومة، وما تعرضت له سوريا في السنوات العشر المنصرمة خير دليل. وهذا بالضبط ما غنته فيروز من كلمات سعيد عقل حين صدحت: شامُ أَهْلوكِ إذا هُمْ عَلى نُوَبٍ، قلبي عَلى نُوَبِ
وبعد أيها الأحبة
تقول القصيدة نفسُها: ثلجُ حَرْمونَ غذانا معًا. أما أنا فأضيف: إرثُ كَنعانَ نمانا معا، والإيمان بالله الواحد مسلمين ومسيحيين، جمع وجودنا معا، والمستقبل الواعد الذي فيه نسترجع حقوقنا وتندحر جميع الاحتلالات عن أرضنا سيكون لنا معا بإذن الله