المرتضى من #زوق #مكايل: علينا بمناسبة #القيامة تجديد إيماننا بأننا على تعدد أطيافنا الاجتماعية شعب واحد في #التاريخ #والمصير، وفي الرؤى والتطلعات، وأن قوة يمتلكها أحدنا هي لنا جميعا، وضعفا يصيب أحدنا يصيب الجميع

الأربَعاء, ٢٠ أبريل ٢٠٢٢
اكد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى :"أن #الثقافةَ هي المعبر الحقيقيّ لقيامة لبنان وعبوره إلى الحياة الجديدة التي يستحقُها. ذلك أننا وطن على ضيق مِساحته الجغرافية تميّز باّتساع مواهب أبنائه في مختلف ميادينِ المعرفة، وفي هذا مغزى عميق الدلالة على أن رحابةَ الفكر، لا الجغرافيا، هي التي تشكل الأوطان وتحصّنها، وتثبت سيادتَها على حقوقها وريادتَها بين الأمم.
كلام الوزير المرتضى جاء خلال افتتاحه معرضى #للفن #التشكيلي تحت عنوان "القيامة " لماري حداد في البيت الحرفي في زوق مكايل وفي حضور حشد من الفعاليات والشخصيات السياسية والاجتماعية ،رئيس البلدية ومتذوقي الفن التشكيلي 
واضاف المرتضى :" بيروت كانت في طليعة النهضة العربية في الفنونِ والآدابِ والفلسفةِ والسياسة، وموئلَ المبدعين الأحرار من كل أمة تحت السماء. إنه زمنٌ لا تزال نسائمُه تهب في فضاء الذاكرة العربية، ولقد كان ينبغي له أن يستمَر وينتشر ضياؤه لولا العدوان الإسرائيلي الذي بدأ باحتلال فلسطين وتهجير الفلسطينيين من ديارهم، ثم تمدد في خلايا وجودِنا الوطني، في لبنان وبلاد العرب، نافثًا سمه بيننا، حتى لَبات واضحا أمام الجميع أن هذا الكيان الاحتلالي نقيض الإنسانية والقيم وعدو الثقافة والحياة.
 
واذ اشار االى ان السياسة فن من #الفنون التي ترتقي بها حياة الناس قال :" يتملَّكُني اليقين بأنها إن لم تكن من طينة الحق والخير والجمال، أصبحَتْ ضوضاء من الشعارات المتقلبة التي ترتفع هنا وتخفت هناك، وتستقوي هنا وتلين هناك، ولا تقارب #المواطنةَ إلّا من جهة الخوف من الآخر، وهذا للحضارة محض تدمير.
وكان وزير الثقافة استهل كلمته عن الشاعر ابو شبكة :"زوق مكايل، في أوائل القرن العشرين، دحرج الحجر عن قبر الشعر العربي فيها، واحد من عظماء لبنان، الشاعر الياس أبو شبكة، ابن هذه الجيرة الخضراء؛ الذي زفت قصائده بشائر الانتقال من موت التقليد إلى قيامة التجديد. 
 واردف :" وزوق مكايل الرابضة في حماية #يسوع الملك وأمِّه العذراء #مريم #سيدة لبنان، مارست فعل القيامة منذ ولادة الوطن، فنفضت الزمان عن أنوال سوقها العتيق، وجعلت من التراث #اللبناني العريق، مزارات #ثقافة وسياحة واقتصاد، وبوابات رجاء بمستقبل وريق".
 وتساءل :"فهل من عجب بعد هذا أن تحتضن للفن معرضا بعنوان: "القيامة"؟
وقال :" على أنه ينبغي لي أن أكرر ههنا، ما دأبت على قوله دائما، من أن الثقافةَ هي المعبر الحقيقي لقيامة لبنان وعبوره إلى الحياة الجديدة التي يستحقها. ذلك أننا وطن على ضيق مساحته الجغرافية تميّزَ باّتساع مواهب أبنائه في مختلف ميادين المعرفة، وفي هذا مغزى عميق الدلالة على أن رحابة الفكر، لا الجغرافيا، هي التي تشكل الأوطان وتحصنها، وتثبت سيادتها على حقوقها وريادتها بين الأمم. ولنا شاهد على هذه الحقيقة، من الزمن الجميل الذي كانت فيه بيروت طليعةَ النهضة العربية في الفنون والآداب والفلسفة والسياسة، وموئل المبدعين الأحرار من كل أمة تحت السماء. إنه زمن لا تزال نسائمه تهب في فضاء الذاكرة العربية، ولقد كان ينبغي له أن يستمر وينتشرَ ضياؤه لولا العدوان الإسرائيلي الذي بدأ باحتلال فلسطين وتهجير الفلسطينيين من ديارهم، ثم تمدد في خلايا وجودنا الوطني، في لبنان وبلاد العرب، نافثا سُمَّه بيننا، حتى لبات واضحا أمام الجميع أن هذا الكيان الاحتلالي نقيض الإنسانية والقيم وعدو الثقافة والحياة. 
وتابع المرتضىى :" من هنا يمكن التأكيد على أن استعادة وطننا لتألقه الفكري البنّاء، تبدأ من تجديد إيماننا بأننا على تعدد أطيافنا الاجتماعية شعب واحد في التاريخ والمصير، وفي الرؤى والتطلعات، وأن قوة يمتلكها أحدنا هي لنا جميعا، ووهَنا يصيب أحدنا يصيب الجميع. وانطلاقا من هذا الشعور العابق بالكرامة الوطنية، لا بد لنا إذا خرجنا من عصبياتنا، واتخذنا العلم "نورا لا يوضعُ تحتَ مكيال" والفك "صراطًا مستقيمًا"، أن نجد الوسائل العلمية الكفيلةَ بإنقاذنا مما نحن فيه، بالاعتماد على المواهب التي يكتنزها شعبنا.
 
 كما شدد وزير الثقافة على ايمانه بفن السياسة :" من عادة #السياسيين على المنابر أن يحولوا مناسباتها إلى منصات يعلنون من على متنها مواقفهم السياسية. أما أنا فبالعكس، أؤمن بأن السياسة فن من الفنون التي ترتقي بها حياة الناس، ويتملَّكُني اليقين بأنها إن لم تكن من طينة الحق والخير والجمال، أصبحت ضوضاء من الشعارات المتقلبة التي ترتفع هنا وتخفت هناك، وتستقوي هنا وتلين هناك، ولا تقارب المواطنة إلّا من جهة الخوف من الآخر، وهذا للحضارةِ محض تدمير."  
 وختم المرتضى ولهذا أحرص ما استطعت، على وضع شارة ثقافية على صدور الأحداث والمناسبات، آملا أن تصب حياتنا الوطنية كلها يوما ما في بحر الإبداع الإنساني الذي يقع في موضع القلب من وطن الأبجدية... 
بوركت جهودكم وأتمنى التوفيق لصاحبة الأعمال المعروضة الفنانة ماري حداد، وإلى المزيد من المنجزات الثقافية في لبناننا الحبيب. والسلام."

الأخبار