الأخبار > الوزير سلامة من معرض الكتاب - #انطلياس: لا مستقبل لنا خارج دولتنا وعلينا استعادة الثقة العالمية وتأمين المناعة الداخلية
الوزير سلامة من معرض الكتاب - #انطلياس: لا مستقبل لنا خارج دولتنا وعلينا استعادة الثقة العالمية وتأمين المناعة الداخلية
الجُمُعة, ٠٧ مارس ٢٠٢٥
افتتح المهرجان اللبناني للكتاب في الحركة الثقافية أنطلياس في سنته ال42، في حضور #وزير_الثقافة غسان سلامة ممثلا #رئيس_الجمهورية العماد جوزاف عون ، وزيرة البيئة تمارا الزين ممثلة رئيس الحكومة القاضي نواف سلام، قائممقام المتن مارلين حداد ممثلة وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار، وزير العدل عادل نصار ، السفير البابوي باولو بورجيا، راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران طوني بو نجم، الرئيس العام للرهبنة الانطونية ألأباتي جوزف بو رعد، الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم روجيه هاني ، رئيس دير مار الياس - انطلياس والحركة الثقافية الاباتي أنطوان راجح وفاعليات.
وقال الوزير سلامة في مستهل كلامه :"لقد شرفني فخامة الرئيس بأن امثله وارسلني إلى ملتقى عمره 42 عاما قدم فيها الكثير للثقافة في هذا البلد، كما أشكره لعودة اللقاء بعد أكثر من عقدين من الغياب والغربة مع وجوه اليفة صديقة صدوقة أحن اليها منذ زمن طويل كما أشكره على جعلي التقي بزملاء لي في جو أكثر دافئا من قاعة مجلس الوزراء".
أضاف:" اتكلم اليوم باسمي الشخصي لقد تم انتخاب فخامة الرئيس ، وتم تأليف هذه الحكومة التي اتشرف بعضويتها في زمن نحن ننظر إليه بقدر كبير من الواقعية. نحن في زمن أصبح فيه القانون الدولي يداس بالأقدام من قبل الدول الكبرى ، نحن في زمن تقوم دولة كبرى بالإعتداء على جارتها وتحتل جزءا منها. نحن في زمن يقوم رئيس دولة كبرى أخرى بفرض عقوبات على محكمة جنائية دولية تجرأت ولاحقت رئيس وزراء دولة إلى جنوب بلدنا أو رئيس دولة إلى شمالها ، نحن في زمن نطالب فيه بتنفيذ قرار دولي صادر عن مجلس الأمن هو حاليا في حال من الشلل الأكيد ، الفيتويات فيه متقابلة وانتاجيته تقارب الصفر ، نحن في زمن لا يهتم فيه كبار قادة هذا العالم بالقانون الدولي وبالمنظمات الدولية" .
وتابع :"اما اذا نظرت الى منطقتنا من العالم ، فالصورة ليست أفضل بكثير ، لم تتوقف الحرب على لبنان حتى اليوم ، هناك أسرى لبنانيون في إسرائيل، هناك خمس تلال تم احتلالها والتمركز فيها من قبل الجيش الإسرائيلي، هناك هجمات شبه يومية شمالي الليطاني كما جنوبه . أقول هذا لأكرر بأن الحرب لم تنته على الرغم من تفاهمات 27 تشرين الثاني الماضي التي تم تمديدها والتي يتم حتى الساعة خرقها بصورة شبه يومية".
أضاف:" لذلك علينا أن نكون واعين متنبهين إلى الحال الحقيقية التي نحن فيها ، ثانيا نحن في بلد تم تدمير جزء كبير منه تتفاوت التقديرات حول تكلفة إعادة الإعمار ، ولكن مطالبتنا بإعادة الإعمار أو مساعدتنا على إعادة الإعمار لا سيما من أشقائنا العرب، تمر بمرحلة صعبة لسبب بسيط وهو أن جزءا كبيرا من المشرق العربي هو في حال دمار. ان كانت تكاليف إعادة إعمار لبنان تتجاوز 12 أو 13 مليار دولار ، فان تكاليف إعادة بناء قطاع غزة تتجاوز في أقل التقديرات 60 إلى 70 مليار دولار. أما إذا ذهبنا شرقا إلى سوريا فإن الدمار الذي يشبه دمار #غزة في غير مدينة مثل حمص أو معرة النعمان أو غيرها من المدن يفوق في الأرجح ال 140 مليار دولار. لذلك عندما نطالب الأشقاء العرب بعوننا على إعادة الإعمار علينا وبواقعية أن نعرف اننا في حال تنافس مع أشقائنا الأقرب ، وبالتالي علينا أن نثبت احقيتنا وافضليتنا بإعادة الإعمار وبمساعدتنا بوسائل وحجج أخرى وبسرعة وهذا هو الامر الذي يعيشه كبار المسؤولين في هذا البلد".
وقال:"وأن ركزت على هذه المنطقة لوجدت أيضا أن القانون لا يسري عليها بل أن القانون الدولي قد تحول في خطاب كبار القوم المسؤولين عن النظام العالمي إلى مغامرات عقارية وكأن هذه المنطقة مهمة لعقاراتها وليس للذين يسكنون فيها،لذلك فإن الواقعية ضرورية ولكن أهم منها هي تحديد هدف السلطة التي نشأت في مطلع هذا العام وأن سمح لي بأن الخصها لقلت بأن أهم شيء تسعى إليه حكومتنا ورئيس جمهوريتنا هو تأمين المناعة الداخلية الضرورية لمواجهة منطقة لم تتوقف الحرب فيها وعالم يخرج على امرة القانون وعلى وقع الاعراف الدولية المعروفة. وبالتالي كيف تبنى تلك المناعة لكي لا تتحول هذه التحولات الخارجية إلى نزاعات وخلافات وانتكاسات داخلية ،والجواب أنها تكون بعدد من الامور التي تسعى الحكومة أن تعمل عليها وهي تعلم مسبقا أنها ستتمكن من بعضها ،وستكتفي بالمباشرة في بعضها الآخر وستخطط فقط لبعضها الثالث لان مدة صلاحيتها لا تزيد على 15 شهرا لكنها عازمة على أن تعمل قدر استطاعتها على تجسيد هذه المناعة الداخلية ، فكيف سيكون ذلك؟ يكون ذلك بتحديد الأهداف العملية الضرورية ، الأول والأهم استعادة الثقة العالمية بهذا البلد ،هذه الثقة تقوم بتمسكنا رغم تخلي الآخرين بالقانون الدولي والقرارات الدولية، وتقوم أيضا لا بترجي أو تمني الاصلاح بل بالمباشرة به وهو إصلاح يمس القواعد الأساسية لحياتنا العامة ، يمس القضاء أولا فلا استثمار خارجي ولا شعور بالعدالة بين المواطنين ولا شعور بالأمن من دون قضاء مستقل ونزيه ،وتعمل أيضا على إصلاح النظام المصرفي لانه عامود أساسي في اقتصادنا واكاد اكون متواضعا في كلامي فاكتفي بالقول انه تم التلاعب به وعلينا أن نعيد بناءه بأي ثمن لان ليس هناك من عودة للنمو والإقتصاد بدون قطاع مصرفي ناشط يوحي بالثقة للمواطن في الداخل والمستثمرين في الخارج".
وتابع:"علينا أيضا أن نعمل لان يكون هناك سقف فوق كل رأس، مما يعني المباشرة بإعادة الإعمار حيث حصل الهدم رغم استمرار الإخطار على بلادنا وعلى حدودنا وارضنا، ويقتضي ايضا منا أن نخرج من نزاعاتنا ونفهم تماما إلا مستقبل لنا خارج دولتنا،لقد تعودنا بأن نلد في مشفى خاص وأن نتعلم في مدرسة خاصة ونذهب إلى جامعة خاصة ، ونتمسك بالإقتصاد الحر الذي لا دور للدولة فيه . كل هذا أعطى هذا البلد مناعة في ظروف التأميمات الفاشلة التي جرت في محيطنا ولكننا بالغنا في إدارة الظهر لمسألة بناء دولتنا، بالغنا وعلينا اليوم إعادة بناء هذه الدولة".
أضاف:"لذلك ، ان قرأتم البيان الوزاري، فإنكم ستجدون كلمة الدولة تتردد 22 مرة فيها وهذا ليس من باب الصدفة،هذا لأننا كمجموعة اتشرف أن انتمي إليها واعية لضرورة التوازن بين الحريات وكل ماهو خاص ويجب المحافظة عليه واحترامه وبين منطق الدولة الضرورية لان تسيب الدولة أو تهميشها يؤدي عمليا إلى عريان المواطن ،وبالتالي فإن هذه الحكومة رغم عمرها المحدود ستسعى بالذات لإعادة بناء أسس دولة مستقلة عزيزة تدافع عن ارضها وتدافع أيضا عن استقلال قرارها عن أي طرف خارجي ".
وختم :"نحن واقعيون، ولكننا أيضا عاملون متضامنون مصرون على إنجاز ما يمكن إنجازه لان التاريخ أحيانا يسير بخطى وئيدة ، وفي أحيان أخرى أن انتشى بعاطفة الحب للوطن فإن بإمكانه أن يسير بخطى سريعة تفوق توقعات الكثيرين ".
وكانت كلمات لكل من امين عام معرض الكتاب الدكتور منير سلامة ، رئيس دير مارالياس انطلياس والحركة الثقافية الاباتي انطوان راجح، وامين عام الحركة الثقافية جورج ابي صالح من وحي المناسبة.
ثم قام سلامة والحضور بقص الشريط وافتتاح قاعات المعرض بشكل رسمي.