داود في تكريم الشاعر داغر: للثقافة تأثير في إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية

الإثْنَين, ١٧ يونيو ٢٠١٩
كرم وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود الدكتور شربل داغر الحائز جائزة الشيخ زايد للكتاب، في مركز لقاء في الربوة، وفي حضور القيم العام البطريركي أنطوان شار، فعاليات سياسية وحشد من الكتاب والشعراء والمهتمين.

بداية النشيد الوطني، ثم ألقى كمال بكاسيني كلمة ترحيبية اعتبر فيها أن "الثقافة ليست في أن تقول شيئا جميلا وتعمي غيرك بالنور الذي تملكه، إنما ان تكون النور الذي يهدي غيرك بما تملكه"، مشددا على أن داغر "أضاء ظلمة بيروت، خصوصا ان الوطن بلا ثقافة هو حديقة من دون سياج." وتوجه إلى الوزير مطالبا إياه "بإنقاذ الثقافة لإنقاذ لبنان، خصوصا أنه دخل قلوب اللبنانيين، وهو اولا مقاوم وابن شهيد مقاوم."

وكان للوزير داود كلمة بالمناسبة حيث قال: “يسعدني ان نلتقي هذه العشية في هذا الصرح الديني الكريم، تحلُقا حول مناسبة فكرية أدبية. كتاب الدكتور شربل داغر:"الشعر العربي. الحديث- قصيدة النثر" يعيد طرح اشكالية وجدل خلافي حول كتابة وبنيان القصيدة العربية، وهذا الكتاب - الدراسة، يقدم إضاءة ومراجعة عميقة متجردة - أكاديمية، لإشكالية الشعر العربي الحديث، وما لها وما عليها.

لافتا الى ان:" الكلام على الحداثة الشعرية وقصيدة النثر، يعيدنا بالحتمية الى اواخر خمسينيات القرن الماضي، ومع انطلاقة مجلة "شعر" ليوسف الخال وتكوكب ثلة من شعراء لبنان والعالم العربي من: أدونيس وأنسي الحاج وبدر شاكر السياب ومحمد الماغوط وعبد الوهاب البياتي ... حركة قال فيها مؤسس مجلة شعر انها "تفجير للقصيدة وإخراجها من القوالب الخشبية، تأثرا بتجربة شعراء أميركا وتجربة الشعر الفرنسي مع بودلير وسواه ومع ايقاع حركة الحياة."

وأضاف: "الكلام على قصيدة النثر او سواها، عمودية كلاسيكية او حداثية، يسوقنا الى مسألة التصاق الآداب والفنون على انواعها بمدى تأثير الثقافة بإيقاعات الحياة وبحراك الشعوب والمجتمعات في الاجتماع والسياسة. كان لأهل الفكر والثقافة أدوار محورية في تطورها. أمثلة: الثورة الفرنسية، الثورة البولشفية. في الغرب: روسو ومونتسكيو وصولا الى جماعة التنويريين هناك، والنهضويين في لبنان والعالم العربي، وأكثرهم فلاسفة وشعراء وكتاب ومفكرون، من الكواكبي والافغاني ومحمد عبده، الى اليازجيين والبساتنة والريحاني ونعيمة وسواهم ممن لعبوا أدوارا متنوعة في تقدم الحركة الاجتماعية - السياسية في المحيط.
 
وأردف وزير الثقافة:" في محاضرة داخل "الندوة اللبنانية" 1954 قال سعيد عقل: "إن اليهود جاؤوا الى الشرق واغتصبوا فلسطين وبين الاهداف المتنوعة، ان لبنان هو ينبوع الماء الغزير وهنا بيت القصيد، ولا يمكننا التغلب عليها الا بالعلم".
 
وتابع:" نتذكر للمناسبة ملحق النهار الذي أسسه انسي الحاج مطلع الستينيات، وكانت مرحلة غليان بيروت، عاصمة الثقافة العربية والفنون والمهرجانات. هذا الملحق الادبي واكب مرحلة مفصلية سياسية في تاريخ المشرق العربي ومغاربه، فتناولت ابحاثه والمقالات، مرحلة الناصرية والحروب العربية - الاسرائيلية كما التحولات الفكرية ... بيروت يومها، كانت ساحة الحرية الوحيدة المتاحة، وملتقى المبعدين العرب في السياسة والانتلجنسيا، الهاربة من أنظمة القمع! وكان أنسي الحاج، عبر مقالاته "كلمات، كلمات"، ومعه شعراء الحداثة يومها، وسائر الكتاب والمفكرين يرصدون تحولات المرحلة من خلفية ادبية - فكرية انسانية، في تحولات المرحلة على صعيد لبنان والمنطقة العربية".

 وختم داود: "الفنون والآداب كلها، ترددات وتفاعلات لإيقاع الحياة ونبض الانسان وردات فعل والشعر وسواه في الإبداعات، تفعل في مسار الحياة وتنفعل وتتبادل التأثيرات. 

أغتنم المناسبة هذا الكتاب القيم، لتهنئة الدكتور شربل داغر، الذي أضفى إنارة على هذا الموضوع. كل الشكر والتقدير للقيمين على هذا الصرح واضطلاعه برعاية الآداب والشأن الثقافي وبدوره الديني والوطني الجامع."

 
وبعدما سلم وزير الثقافة  الشاعر المكرم  درعا القى الأخير  كلمة اعتبر فيها "ان الذي يقف بينكم مكرما يتقدم في العمر بعدما كان يتذكر وياهو ما دام هناك دربا سالمة وآمنة لذلك اريد ان اتوقف اليوم عند ثلاث كلمات حركتي منذ ايا الفتوى وهي: اللغة العربية البحث والتطلع في العربية فأني اشتاقها واعيش فيها لا خارجها هي التي أصبحت وللأسف مهملة في أيامنا من أفراد وعائلات وحكومات في وطن تكفل بالنهضة العربية وجعلها اشعة تنير الكثير من العقول والنفوس منذ اكثر من مئتي سنة،اما بالنسبة للبحث فلا يستقيم التقدم الا به، وفي وقت تتراجع احوال البحث بالعربية نقول ان التقدم لغوي بقدر ما فكري ، والثقافة لها بيت اكيد وهو الكتاب، والكتاب له سقف متين هو المستقبل الإنساني."

أضاف داغر: "اما الكلمة الأخيرة تبقى دائما للقصيدة لأنها نفسي المتلهف دوما الى الحرية عندما يظلم الافق، إنها رغبتي عندما تضيق الايام، لهذا تفسح لهذا سماء التخيل، فكيف إذا اجتمع في كتابي الفائز القصيدة مع البحث حيث ما زلت اعمل منذ أكثر من اربعين عاما".

وختم: "لذلك فإن الشغف ما زال يحركني ويشغلني من هنا آمل دائما ان تتجدد ثقتنا بالعربية، وبالبحث وبالقصيدة لأنها قيمة في الحياة وفي العمل وفي الامل، فبهذه القيم يسمو الانسان الى انسانيته ويجلوها مثل صورة بهية عن الكائن والوجود."  
وكانت كلمات لكل من الدكتور وجيه فانوس، الدكتور ميشال سعادة وسهام حرب.
المكتب الإعلامي – أمل منصور



الأخبار