دواد خلال لقاء الهيئات في الرابطة الثقافية في طرابلس: نعمل مع مؤسسات المجتمع المدني ايمانا باللامركزية الثقافية

السَبْت, ٢٩ يونيو ٢٠١٩
تابع وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود جولته في مدينة طرابلس حيث قام بزيارة الى مقر الرابطة الثقافية للقاء حضور يمثل 72 جمعية وهيئة ثقافية من طرابلس، الضنية ، المنية ،البترون، زغرتا ومناطق الشمال كافة ، في حضور المدير العام للوزارة الدكتور علي الصمد،  المدير العام للآثار المهندس سركيس خوري،  الامين العالم للهيئة العليا للاغاثة  محمد خير،مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة ،  والمديرين العامين السابقين عمر حلبلب وفيصل طالب وأساتذة جامعيين وإعلاميين.

النشيد الوطني، ثم ألقى رئيس الرابطة رامز الفري كلمة قال فيها: "إن لقاء اليوم هو دليل واضح على محبة معالي الوزير واهتمامه بطرابلس وسعيه لدعم هذه المدينة الصامدة والصابرة ودعم مؤسساتنا الثقافية التي يقع على عاتقها عبء كبير في التحضير لإنجاح إحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023 التي أقرها مؤتمر وزاة الثقافة العرب وأعلنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
إن طرابلس قد عانت الكثير من الحرمان والتهميش والظلم وهي في حاجة إلى كل الجهود الخيرة ودعم كل الوزارت المعنية للتعويضها ما عانته في كل السنوات الماضية".

والقى الدكتور الصمد كلمة رحب فيها بالهيئات الثقافية، وقال: "يسعدني أن أرحب باسمكم بمعالي الوزير داود بين أهله في طرابلس، في إطار هذه الجولة التي نقوم بها، والتي شملت حتى الآن الأسواق والقلعة وعقدنا لقاء طويلا في خان العسكر مع العاملين في المركز الثقافي للبنان الشمالي لأن الوزير أراد الإطلاع ميدانيا على أوضاع مشروع الإرث الثقافي الذي ينفذه مجلس الإنماء والإعمار، بالتعاون مع الوزارة. زرنا  العديد من المواقع وتوجنا لقاءنا معكم الآن في الرابطة الثقافية ونحن سعداء جدا بلقاء هذه الوجوه الثقافية في طرابلس خصوصا والشمال عموما لنتباحث معا في الفعاليات الثقافية التي تعنى بها وزارة الثقافة وتقوم برعايتها". 

وأعلن عن "الخطوة الأولى التي ستقوم بها الوزارة في طرابلس وهي إعلان "خان العسكر" مركزا ثقافيا"، مشيرا أن "الخطوة الثانية والمهمة فهي التحضيرات للحدث المهم وهو إحتفالية طرابلس عاصمة الثقافة العربية في الـعام 2023 حيث سننكب، بتوجيهات معالي الوزير، على التحضير الميداني والمتابعة لتنظيم فعاليات هذه الإحتفالية. 

من جهته، شكرالوزير داود للحفاوة التي استقبل بها في طرابلس، مؤكدا أنها "دليل حسي واضح على انفتاح مدينة طرابلس الثقافي والإجتماعي"، وأضاف: "تغمرنا اليوم طرابلس، بدفء إحتضانها الإنساني، تجوالا في ساحاتها والخانات، والمساجد والكنائس والأزقة المسقوفة والحمامات، والقلاع الدهرية، وآثار تمتد من العصر البرونزي إلى الحديدي، ومن زمن الرومان إلى البيزنطيين والمماليك، وصولا إلى زمن السلطنة، ولا ننسى تسمية اليونانيين لها "بالمدينة المثلثة TRIPOLIS" في القرن الرابع".

وأضاف: "طرابلس العراقة، التاريخ والتراث، عرفت بالماضي واليوم، محطات مشرقة في عالم الآداب والفنون، تعرفون جميعا أحوالها، في القرن التاسع عشر على سبيل المثال- كان كل مسجد يحتضن مكتبة، ونخص بالذكر مكتبة الجامع المنصوري ومكتبة أبرشية الروم. وهل ننسى مطبعة البلاغة التي تأسست عام 1893، وجريدة "طرابلس الشام" التي أنشأها البحيري عام 1892.طرابلس اليوم، بفضل إرادتكم، هي مساحة تفاعل ثقافي - إنساني خلاق، عبر منتدياتها وتجمعاتكم الثقافية الأهلية، وأقلام كتابها ومبدعيها أدبا وفكرا وفنونا على تنوعها".

وتابع: "نلتقي اليوم، فاعليات طرابلس الفكرية في رحاب الرابطة الثقافية، الحاضرة - الفاعلة منذ ولادتها مع الإستقلال في العام 1943 - في الحياة الثقافية، لبنانيا وعربيا، وهي الدائبة على تنظيم معرضها السنوي للكتاب منذ العام 1974.أهل الفكر والثقافة، لم تحجم مدينتكم يوما عن القيام بدورها الثقافي الريادي من خلال الأفراد والجماعات والروابط، وعلى سبيل المثال فقط، المجلس الثقافي اللبناني الشمالي وجمعية الحفاظ على التراث ومركز العزم الثقافي ومركز الصفدي الثقافي وأصدقاء البيئة ونادي الجامعيين، إلى حراك التجمعات الثقافية العديدة الناشطة. 
وقال:تعود بنا الذاكرة إلى رائعة المطران خضر "لو حكيت مسرى الطفولة" شهادة إنسانية - أدبية شاعرية عن طرابلس، مدينة السلام والتسامح. أهل الفيحاء، مدينة الإبداع والوحدة الوطنية ونحن في وزارة الثقافة نعمل مع مؤسسات المجتمع الأهلي المدني على التنمية الثقافية، سواء في طرابلس، وفي كل المناطق، إيمانا باللامركزية الثقافية. وعلى جدول إهتماماتنا تأهيل المعالم الأثرية، وفي هذا المجال، نذكر خان العسكر، ونحن في صدد إفتتاحه رسميا هذا الخريف، بعدما استكملت عملية التأهيل، وحصل التأخير بسبب تأخر صدور الموازنة. وسنولي معرض رشيد كرامي العناية اللازمة، ونضيفه على لائحة التراث العالمي، هذا المعلم الحضاري والتحفة المعمارية، التي أنجزها المهندس البرازيلي العالمي " OSCAR NIEMEYER ". كما ان الخطة الثلاثية التي تحضرها الوزارة، ستعنى بالإرث الثقافي في منطقة طرابلس الأثرية وفي سائر مناطق لبنان".

وختم: "إنني أحيي تضامنكم وتوجهاتكم الثقافية، جمعيات ومؤسسات وروابط ومراكز فكرية، وأحيي أهل الإبداع أدبا وفنونا على أنواعها. وإننا جميعا، بإيمان نعمل، لبناء وطن الثقافة والإنسان والأمل بإضاءات ثقافية دائمة". 


ثم تحدث رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد فأثنى على "الخطوة العملانية التي قام بها معالي وزير الثقافة والمدير العام للوزارة في تثبيت موعد إحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية، آملا بإتخاذ الخطوات المطلوبة في هذا الإطار ولا سيما تشكيل الهيئة الوطنية المحلية للإشراف على فعاليات هذه الإحتفالية، من جهة، ووضع برنامج بالأنشطة التي ستشهدها طرابلس وتقدير الميزانية المالية المطلوبة ورفع تقرير في هذا الشأن إلى وزارة الثقافة ثم إلى مجلس الوزراء لإقرارها مشيرا  إلى ان "هذا الحضور يؤكد ان إحتفالية طرابلس لن تقتصر على ثلاثة ايام كأنشطة ذات طابع رسمي بل ان هذه الفعاليات ستمتد مدى سنة الإحتفالية بكاملها". 

بعد ذلك، استمع وزير الثقافة إلى اقتراحات الهيئات الثقافية ومطالبها، وتحدث عدد من ممثلي الجمعيات فركزوا على الخطط الحالية والمستقبلية التي سيشملها الإرث الثقافي في طرابلس.

المكتب الإعلامي – أمل منصور



الأخبار