وزير الثقافة في افتتاح مؤتمر تراث مشترك أم تراث في خدمة الهويات : سنسعى دائما لحماية المواقع الاثرية في لبنان وتعريف العالم بها
الإثْنَين, ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧
افتتح وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري اليوم المؤتمر الدولي " "تراث مشترك أم تراث في خدمة الهويات؟" الذي نظمه المركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل بالاشتراك مع كليّة العلوم الإنسانيّة في جامعة القدّيس على مسرح بيار أبو خطر في حرم العلوم الإنسانيّة، طريق الشام، بحضور مدير المركز الدكتور أدونيس العكره وعميدة الكليّة البروفسورة كريستين بابكيان عسّاف ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديميّة البروفسور توفيق رزق ممثلاً رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ ومسؤولة المشاريع في مديريّة الشرق الأوسط في الوكالة الجامعيّة للفرنكوفونية ميرندا خلف وعدد من الأساتذة المحاضرين من لبنان وفرنسا والأردن والعراق وحشد من الطلاّب والمهتمين.
بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمات لكل من العكرة ، البروفسور بابكيان ، خلف وجان لوك فورنييه تم خلالها التطرق الى اهمية انعقاد هذا المؤتمر للبحث في تاريخ الشرق الاوسط فيما يخص الاماكن الأثرية والوسائل الايلة لحمايتها.
بدوره القى الوزير الخوري كلمة توجه بها الى المؤتمرين قائلا": "يسعدني في وزارة الثقافة رعاية هذا المؤتمر العلمي الدولي الذي يشارك فيه باحثون متخصصّون من مؤسسات جامعية راقية بالتعاون مع جامعة القديس يوسف، في رحاب هذا المركز الذي نعمل ليستمر منارة علمية دولية.إن استقبالكم في لبنان، الذي ينعم بتعدّد الثقافات التي مرّت في تاريخه، وتركت فيه آثارها، فحافظ عليها ورعاها في كل تحوّلاته، هو أفضل جامع لكم، على تنوّعكم، واختلاف أفكاركم، حول موضوع مؤتمركم الإشكالي، لتبحثوا وتحللوا وتقارنوا ، وتصلوا إلى اقتراح حلول مستقبلية للمحافظة على المواقع التراثية أينما كانت.
واضاف :" أيها العلماء الباحثون ، قد يبدأ شعب ما، في مكان ما، في زمن ما، بتشييد معبد يقدّس فيه من يعتبره خالقاً للكون، فيضمّنه كل ما توصّل اليه من هندسة وفن وجمال.. في رؤيته الخاصة، ويمّر الزمان، وتتبدّل الأحوال، ويبقى المعبد، يبقى شاهداً على محاولة إنسان أن يجسّد إيمانه، يبقى المعبد رمزاً تاريخياً، يبقى معْلماً لنقيس به، وبسواه، تطوّر الفكر الإنساني، والجمالي والهندسي.. لا يعود هذا المعبد أو الهيكل، أو ما بقي منه، ذا دلالة دينية ضيّقة، لذلك من الرقي، من احترام التاريخ، من تقدير مسيرة الإنسان الحضارية، أن نحمي مثل هذه الآثار، أن نصونها، أن نسجّلها في سجل ناصع للحضارة الإنسانية الواحدة، التي لا هوية لها محدّدة، ولو وُجدت هذه الآثار اليوم في دولة معيّنة ذات خصائص مميزة.هذا هو العالم اليوم، منفتح على الثقافات، جامع لها.
وختم وزير الثقافة :" نحن في لبنان، المثال الذي أشرتُ إليه، نعتز بما فيه من مواقع أثرية تعود إلى ما قبل تدوين التاريخ، مروراً بثقافات وأديان، بشعوب أقامت طويلاً أو قصيراً، مواقع ما زالت شاهدة على حضارة الإنسان، سنسعى دائماً لحمايتها وتعريف العالم بها.نرحّب بكم في إحدى مدن لبنان الأثرية، جبيل القديمة قِدم الزمان، كل حجر على شاطئها له حكاية، اسألوه ، واسألوا الموج الذي يغسله تكراراً منذ فجر التاريخ ولم يملْ، لعلّ في هذه الحكايات مؤشرات تسهم في إغناء أبحاثكم.أتمنى لكم التوفيق، ولهذا المركز العلمي الدولي كل نجاح،عشم، عاش العلم في سبيل الإنسان، عاش لبنان.