أطلقت الجامعة الانطونية، في مؤتمر صحافي عقد في وزارة الثقافة، الموسم الرابع لموسيقى الحجرة، في حضور وزير الثقافة غطاس الخوري.

معتوق

وتحدث الامين العام للجامعة الاب الدكتور توفيق معتوق، فقال:"بعيدا عن الأزمات والخلافات السياسية التي تكدر صفو عيش اللبنانيين، نلتقي اليوم لنعلن بفخر واعتزاز، عن إطلاق الموسم الرابع لموسيقى الحجرة في الجامعة الأنطونية ليشكل، هذا الحدث محطة إضافية تندرج في سياق متابعة الاستراتيجية التي أرستها الجامعة منذ سنوات والتي تهدف الى الارتقاء بالمستوى الموسيقي والذوق الفني والوعي الثقافي العام، وما هذه الخطوة، إلا سعيا لاثراء المشهد الثقافي الداخلي والمساهمة في استعادة لبنان مكانته المرموقة على الساحة الثقافية الاقليمية والدولية".

اضاف: "لطالما اهتمت الجامعة الأنطونية بتوفير بيئة حاضنة ومحفزة للابتكار والابداع بمختلف أشكاله وتحديدا لما للفنون على أنواعها، من دور في صقل طبع الانسان وبنيانه وتغذية روحه والحد من العنف والمساهمة في التآخي الثقافي وتوثيق التقارب بين الناس. وهي، تماشيا مع اقتناعها بضرورة إيلاء البعد الثقافي والقيمي والإنساني الأهمية اللازمة لدى الشباب الجامعي والمجتمع اللبناني على حد سواء، سعت الى تنظيم أنشطة ثقافية وفنية مختلفة كما الى اجتذاب الفنانين والنخب الثقافية المحلية والعالمية فعمدت منذ أعوام ثلاثة، في بادرة هي الأولى من نوعها، الى اطلاق موسمها لموسيقى الحجرة فاستضافت مذاك، أكثر من ثلاثين احتفالية موسيقية، تعاقب خلالها العديد من المبدعين اللامعين الذين وفدوا الى بيروت من مختلف أنحاء العالم".

وتابع: "وها هي اليوم تستعد لاستقبال كوكبة جديدة من الأسماء البارزة على الساحة الفنية العالمية في اطار برنامج غني ومتنوع، فالأمسية الافتتاحية ستكون مع عازف التشيللو François Salque الذي يعد من أهم العازفين الشباب على هذه الآلة في العالم والذي اشتهر في مسابقة الـ BBC العالمية ومسابقة Victoire de la Musique. أما الأمسية الثانية في تشرين الثاني فستكون مع Vadyme Kholodenko الحائز على الجائزة الذهبية في مسابقة Van Clibburn الدولية للعزف على البيانو".

وأعلن معتوق انه "في اطار تعاون مع مهرجان " بيروت ترنم"، تقدم الجامعة الأنطونية حفلتها الثالثة في كانون الأول 2017 مع الأوركسترا الفيلهارمونية الرومانية التابعة للراديو في بوخارست"، مشيرا الى ان بداية سنة 2018، ستحمل الاحتفال بالـ 150 سنة على رحيل مؤلف الأوبرا Giacchimo Rossini مع نخبة من أهم مغني الأوبرا الايطاليين. في شباط 2018، سنكون لأول مرة في لبنان مع مقطوعة " الشتاء" Winterreise للمؤلف Schubert والتي يؤديها الباريتون اللبناني العالمي شادي طربيه الحائز على جائزة الملكة اليزابيت الدولية في بلجيكا. في شهر آذار 2018، سينضم رباعي مسرح السان كارلو في نابولي الى موسمنا فيؤدي في أمسية أشهر الرباعيات الوترية وبعدها. في نيسان 2018، سنلتقي برباعي Zaide الذي اشتهر في مختلف أنحاء العالم وقدم عروضا في أهم الصالات والمسارح الأوروبية من برلين الى باريس فلندن.

وفي أيار 2018، ينضم الى موسمنا أيضا عازف الكمان Lorenzo Gatto الحائز على جائزة الملكة اليزابيت الدولية".

واكد ان ختام الموسم، "يحمل نكهة لبنانية بامتياز، اذ نحتفل بيوبيل الـ 40 سنة لجوقة الجامعة الأنطونية التي تعد اليوم من كبريات جوقاتنا الوطنية والتي رفعت اسم لبنان عاليا من مسرح سان كارلو الشهير في نابولي الى قاعة Carnegie Hall في نيويورك الى تمثيل لبنان في بينالي البندقية".

وذكر "أن الجامعة الأنطونية، وهي وليدة رهبانية مارونية عريقة متجذرة في التاريخ، لها مع الموسيقى علاقة قديمة وراسخة تعود الى مطلع ثمانينات القرن الماضي مع تأسيس المدرسة الموسيقية الأنطونية عام 1981 على يد الموسيقار الجليل الأب المايسترو جوزيف واكد وهو الذي أسس أيضا المعهد العالي للموسيقى الذي شكل احدى الوحدات التأسيسية للجامعة الأنطونية عام 1996 والذي أضحى اليوم كلية الموسيقى وعلم الموسيقى. وقد احتلت هذه الأخيرة خلال السنوات المنصرمة، موقعا رياديا على الصعيد الدولي وتحديدا في حقل الأبحاث وذلك في إطار تعاون مؤسساتي وثيق مع جامعة باريس-السوربون الرابعة". 

وأخيرا، توجه بالشكر الى "وزارة الثقافة، بشخص معالي الوزير الصديق الدكتور غطاس خوري، على رعايتها ودعمها ومساعدتها كما على فتح أبوابها واستضافتنا اليوم لاطلاق الموسم الرابع. كما أشكركم على حضوركم لمشاركتنا هذه المناسبة كذلك أنتهز الفرصة لأدعوكم جميعا الى الأمسية الافتتاحية يوم الثلثاء الواقع فيه 10 تشرين الأول 2017، تمام الثامنة والنصف في كنيسة سيدة الزروع في الحرم الرئيس للجامعة الأنطونية في الحدت-بعبدا ويحييها كل من عازف التشيلو François Salque وترافقه على البيانو Marie-Claire Le Guay".

الخوري

من جهته، قال الوزير الخوري: "يسرني ان اكون مع الاب توفيق معتوق في اطلاق هذا المهرجان الموسيقى الرابع للجامعة الانطونية، ولا شك انها أول جامعة في لبنان تبادر الى اعطاء الموسيقى هذا الحيز من الاهتمام الواسع وتقيم له مهرجانا سنويا يؤدي بالطبع الى ترهيف الذوق الموسيقي لدى الجمهور وكذلك لدى طلاب هذه الجامعة وينعكس ايجابا على كل الوضع الموسيقي في البلد".

واكد "ان وزاره الثقافه تدعم هذا النشاط وتدعم كل ما تقوم به الجامعة الانطونية في المهرجان الموسيقى هذا، لاننا بهذه المبادرات نستطيع ان نتقدم الى الامام وان ننتج مبدعين في كل الميادين وخصوصا في الموسيقى، واتمنى كل التوفيق للجامعة في مبادرتها، والوزاره الى جانب الابداع ان في القطاع الخاص او عبر الكونسرفتوار الوطني".