وزير الثقافة يشجب تشويه صورة بيروت

الإثْنَين, ١٥ يناير ٢٠١٨
من المتعارف عليه، أنه حين يقدم أي كاتب أو مخرج على تنفيذ عمل ما، فإن توثيق المكان والتاريخ والموقع هو من باب البديهيات، ليأتي العمل صادقاً ومطابقاً للواقع المُعاش.

هذا المنحى متعارف عليه لإنتاج أي عمل جاد ورصين.

إلاّ أن المخرج براد اندرسون  ، بفيلمه "بيروت"، فاجأنا بخروجه عن هذه الوقائع، بحيث جاءت صورة هذه المدينة العظيمة مشوهة بطريقة متجنية وظالمة. هذه "البيروت" التي يعرفها القاصي والداني باسم سويسرا الشرق ومهد الأبجدية، عاصمة الثقافة وإحدى مناراتها على البحر الأبيض المتوسط، هذه "البيروت" المحفورة في التاريخ، المتأصلة في تتابعه والموجودة في كل أحداثه، لا يمكن أن تُظلم أو تشوّه صورتها، في فيلم
مصوّر في مكان يدّعي مخرجه أنها بيروت، وتأتي اللهجة المحكية لا تمتّ بصلة لا من قريب ولا من بعيد إلى لهجة أهل بيروت، المميّزة والمحبّبة، وبغياب أي ممثل لبناني.

إن كان القصد من وراء النيات، فمن الواضح أن العمل أتى بنية الإساءة إلى بيروت وأهل بيروت، لغايات في نفس المخرج.

في النهاية، يهمّنا أن نعلن للقاصي والداني أن بيروت كانت ولا تزال لؤلؤة الشرق ومنصته الثقافية المتقدمة. ولا يسعنا في هذه العجالة إلاّ  أن نستنكر ونشجب هذا العمل، الذي لا يتمتّع بأية مصداقية. وقد نفّذ من دون أية منهجية علمية أو تاريخية صادقة ومنصفة.

الأخبار