المرتضى: ليبقى البلد يجب أن نحافظ على إيماننا وقيمنا وأن نحفظ الآخر
سأل وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى: "ألم يحن الوقت لنعي أهمية وقيمة هذا البلد؟! ليبقى البلد يجب أن نحافظ على إيماننا وقيمنا وأن نحفظ الآخر الذي لا يشبهنا- كما يردد البعض ونشعر أحيانا أنه يتناقض معنا- لذا فان حفظ الآخر ضرورة لحفظ البلد ".
جاء ذلك خلال رعايته مبادرة "لنتصوّر لبنان" بنسختها الثانية، في مدرسة مار يوسف للراهبات الانطونيات في كساره، التي جمعت 9 مدارس من مدينة زحلة وجوارها ضمن مسابقة فنية مسرحية تحت عنوان: "وطني بيعرفني"، أبطالها التلاميذ، وبتحكيم من الفنان أسامة الرحباني والإعلامية منى أبو حمزة، وبحضور فاعليات سياسية ودينية وتربوية وثقافية واجتماعية.
وقال الوزير المرتضى: "يطيب لي أن أكون بينكم، ولان المناسبة تفرض أن تكون كلمتي تشبه الحدث الكبير، قررت أن أتخلى عن كلمتي المكتوبة، وآثرت أن أصل إليكم بكلمة نابعة من القلب تشبه هذا الحضور الكبير الذي يتفاعل بكل محبة وتفاؤل".
وأضاف: "حين كنت شابا يافعًا كنت أتردد إلى زحلة وأتشرب منها، وأتشرب من المطران جورج اسكندر رحمه الله في زحلة وخارج زحلة. منذ ذاك الزمان، ولو كان يتاح لي أن أولد من جديد وأخيّر من أي منطقة أريد أن أولد من جديد، طبعا سأختار لبنان وببعض الطمع أقول من زحلة".
وتابع: "حين زارني السيد جورج صوما في مكتبي طارحًا عليّ فكرة المشروع، وحين سمعت ان الحفل في زحلة في المدينة التي تشدني دوما إليها وافقت على الفور، وقلت له يشرفني، يشرفني ، يشرفني".
وأردف: "هناك قول كان يردد في التسعينيات يقول: "من المطار الى الأوتار"... قبل قليل وصلت من الدوحة، هذه المدينة الحضارية المستقرة من جميع النواحي، فيها إدارة رشيدة ومتينة، تعمل لمستقبل يليق بأبناء الدولة، ولكن صدقا من حيث لا أدري، أشعر أن بلدي الممتلئ بالقهر والمرارات، أشعر أن لا شيء يضاهي الموجود في بلدي. وهذا الكلام ليس للإستهلاك بل هو حقيقة".
وأضاف: "لقد قيل لبنان لا يشبه الواقع الذي رسمه الرحابنة وفيروز حتى في أيام العز، ولكني أقول ان العاديين يتغنون بالواقع، ولكنّ المبدعين هم من يفتحون الآفاق".
وختم الوزير المرتضى:" فلنتصور لبنان، "هين" أن نتصور لبنان، لكن التحدي الأكبر أن نجرب ان نتخيل أنه لا يوجد لبنان. ألم يحن الوقت لنعي أهمية وقيمة هذا البلد؟! ليبقى البلد يجب أن نحافظ على إيماننا وقيمنا وأن نحفظ الآخر الذي لا يشبهنا- كما يردد البعض، ونشعر أحيانا أنه يتناقض معنا- لذا فإن حفظ الآخر ضرورة لحفظ البلد... أتقدم بكلمة شكر من القلب مني كوزير للثقافة لكلّ الخيرين الذين أسهموا بنجاح هذا المشروع".
وقدّم الحفل الإعلامي طوني بارود، وعرضت المدارس المشاركة أعمالاً متنوّعة، حول الوطن وشجونه والغربة وهموم الشباب، واستمع الطلاب إلى ملاحظات اللجنة التحكيمية.
ورحبّت مديرة مدرسة مار يوسف للراهبات الانطونية الأم رولا كرم بالحضور مشددة على "وجود المدرسة وأهلها وناسها في ضيافة جمهور وناس وأهل "لنتصور لبنان".
وأكّد جورج صوما رئيس تجمع "لنتصوّر لبنان" جورج صوما أنّ "اللامركزية الثقافية كانت الدافع الأساسي لإطلاق النسخة الثانية من المسابقة، برغم كل التحديات والصعوبات، علماً أن النسخة الأولى عام 2023 كانت بتحكيم الفنان الشامل جورج خباز وبحضور الممثلة القديرة رندا كعدي".
وشكر صوما جميع الممولين والمساهمين "الذين لهم فضل كبير في تحقق الحلم، لا سيما رئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس والجامعة الأنطونية لتقديمها منحاً جامعية للفائزين".
وشدد الفنان الرحباني شدد على "أهمية مثل هذه الفعاليات في المناطق لتقوية الروح الوطنية وتشجيع الإبداع والابتكار والتميّز".
وعبّرت الإعلامية أبو حمزة عن سرورها بالمشاركة في الاحتفال، مشيرة إلى أن "لزحلة وناسها مكانة خاصة في قلبي".
وفي نهاية الحفل تم إعلان النتائج وفازت مدرسة القلبين الاقدسين- الراسية بالجائزة الأولى، كناية عن مبلغ 150 مليون ليرة، بالإضافة الى منح جامعية مقدمة لكل الطلاب الفائزين من الجامعة الأنطونية، أما المركز الثاني فكان من نصيب مدرسة الكلية الشرقية الباسيلية (جائزة مالية بقيمة 125 مليون ليرة)، وحلّت الثانوية الإنجيلية في زحلة بالمرتبة الثالثة، والجائزة 100 مليون ليرة.