داود في تكريم موسى زغيب : “عصاك يا موسى لسان يشق بحر القوافي والمعاني وكل اللبنانيين قومك فاعبر”

الإثْنَين, ٢٩ يوليو ٢٠١٩
كرم وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود الشاعر موسى زغيب، بدعوة من "جمعية كتابي" في ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية، في حضور حشد كبير من الفعاليات السياسية والثقافية ورؤساء بلديات وشعراء.

افتتاحا النشيد الوطني، فكلمة رئيسة "جمعية كتابي" صفاء شميساني غندور. ثم تحدث مدير ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية عباس شميساني وقصائد للشعراء محمد علوش، محمد بنوت، سعيد ضاهر، وكلمة المحتفى به الشاعر زغيب وشكر مكرميه والوزير داود وقدم قصائد زجلية.

داود
وتحدث الوزير داود، فقال: "نتحلق حول قامة الشاعر موسى زغيب، نحتفي اليوم بالشاعر والشعر وملحمة الزجل اللبناني، وما الزجل الا ابن القرية وابن الناس الطيبين، هو ذاكرتهم وسجل حكاياتهم، مرج مخيلتهم وملعب احلامهم، وما قوالوه الا عين الوطن ولسانه وبيانه وصدى ضحكاته وربيع عمره العاصي على الافول.
 في حضرة موسى زغيب تقفز من الذاكرة الجميلة استعادات لأمجاد المنابر وسحر القول والمغنى والدف والرديات وليالي الجوقات في القرى  والمناطق وعلى شاشة تلفزيون لبنان، سهريات اطربت لبنان وجمهور القوافي ."

وقال: "الكلام على الشاعر موسى زغيب يعيدنا الى مسار طويل من جمالات الشعر المحكي، قرأناك، سمعناك وقرأنا عنك، صغيرا جدا على خشبة المنبر في جوقة باز الجبل، الى جوقة الارز الى جوقة زغلول الدامور الى جوقة الجبل، قرأناك ايضا في اعمالك المكتوبة وبينها: قناديل الزمان، انا والسهر، مبارح وبكرا، وسواها، وهل ينسى اللبنانيون امسيات ليالي الزجل على الشاشة وكنت واحدا من اجمل فرسانها قولا ومغنى وتحديا وارتجالات اطربت اهل الجبل والساحل، ولم ينس احد تلك المبارزة الرائعة التاريخية بين موسى والزغلول في القلعة حتى الصباح.
 كما تمتع اللبنانيون ببرامج سهرات الزجل على غير شاشة تشجيعا للناشئين من الشعراء

واضاف: "يفرحني ايها الشاعر ان نحتفل بمسارك الرائع وما تمثل اليوم من قامة جميلة صاغت مدرسة شعرية وضعت مدماكا صلبا في مسار الزجل اللبناني بعبقرية الارتجال ، ووفرة الانواع وتعدد الاوزان والصور والمواقف الوطنية والانسانية وفي رحاب الالمعية والعبقرية، لا يفوتني توجيه اسمى التحايا للنبطية حاضرة الجهاد  والايمان درع المحرومين وسراج ايمانهم وضرع الابداع الذي تخطى ألقه حدود القارات، وما زين شعيب ابو علي الذي تفتقت قريحته الفذة على بعد ابيات وبيوتات، وما حسن كامل الصباح الذي يحمل هذا الصرح بفخر اسمه الا نبذة عما تختزنه هذه الارض من امكانات التألق والوصول.
 
 
اننا في وزارة الثقافة وفي لبنان نتباهى بشعرائنا الزجالين سحرة الكلمة المغناة وسرعة البديهة وتدفق الصور الشعرية، وذلك الاستنفار اللغوي في حفلات القول وتحدي الفرق الزجلية، شاعرنا المكرم موسى زغيب هو احد فرسانها المجلين ولا ننسى لقبه "الملك".

وتابع الوزير داود: "تعرفون ان اليونيسكو في العام 2014 ادرجت رسميا فن الزجل اللبناني على لائحة تراث البشرية الثقافي غير المادي، ما يعني ان فنا لبنانيا عبقريا يكتنز ارثا شفويا هائل الغنى قد انتقل الى العالمية، وفي ذلك مساهمة للبنان في مسار الحضارة الانسانية وذاكرتها الجماعية."

وقال: "الشاعر المكرم، لبنان القول الزجلي من زمن القلاعي الى حنانيا المنبر الى افراد وجوقات القرن العشرين وصولا الى اليوم والغد، تركتم وتتركون للبنان ارثا من الجمال الاسر، أكبر الطموح ان نحافظ عليه ونشجع الشعراء والافراد والجوقات ونعيد نشره للأجيال الاتية، وهذا بعض من واجب وزارة الثقافة معطوفا دوما على حرص الغيارى والمبادرين ، وهنا اشكر جمعية كتابي وكل القيمين على هذه المبادرة الرائعة بتكريم أحد أكبر قامات الشعر الزجلي في لبنان وتحية لكل شعراء الزجل.

وأردف داود:” عصاك يا موسى لسان يشق بحر القوافي والمعاني وكل اللبنانيين قومك فاعبر، رجاؤنا ان تتحفنا بوافر من عطاءاتك الرائعة في عمرك المديد."

وسلم الوزير داود ورئيسة الجمعية درعا تقديرية للشاعر زغيب. 









الأخبار