المرتضى: الصهاينة هم هم منذ ألفي سنة وسنواجههم بالفضائل المريمية وبالصمودِ على نهج المقاومةِ لا سيما الثقافية التي تُرْعِبُهم بمقدار تلكِ العسكرية.
أقام وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، استكمالًا للاحتفالات بعيد البشارة الموحد للبنانيين، حفلا للمناسبة في حديقة المتحف الوطني، تم خلاله إزاحة الستار عن نصب تذكاري لعمل فني ابداعي"بشارة مريم" الذي يحاكي بشارة الملاك للسيدة العذراء، بالتعاون مع "جمعية أبناء مريم" وجمعية اللامركزية والإنماء.
حضر الحفل ممثل محافظ بيروت المستشار هيثم الصياد، رئيسة الكونسرفتوار الوطني الدكتورة هبة القواص، رئيس حاكمية الليونز المحامي سعيد علامة، مدير مكتبة بعقلين الوطنية الاستاذ غازي صعب، نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي، رئيسة فريق Seniors and Art of Joy مجد رمضان، عضو مجلس ادارة الكونسرفتوار السيدة امينة بري وحشد من الفاعليات السياسية والثقافية والنقابية والاجتماعية والاعلامية.
تخلل الحفل ترانيم وعزف لاعضاء من الاوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق- عربية بقيادة المايسترو اندره حاج، ومعرض لمنتدى الفن التشكيلي بعنوان "سلام عليك يا مريم".
وكانت كلمات لكل من الصياد ورئيس تجمع اللامركزية والانماء المحامي فادي بركات ونائب رئيس جمعية ابناء مريم، الذين اكدوا أن "السيدة مريم العذارء رمز موحد للمسلمين والمسيحيين في لبنان، وهي شخصية محورية تجمع بين الثقافات والديانات، وتعتبر رمزا للوحدة والمحبة في لبنان والعالم". وأجمع المتكلمون على شكر وزير الثقافة ودوره في دعم المبادرات التي تعزز التواصل والتضامن بين افراد المجتمع "لأن الجهود المبذولة في دعم الفن والثقافة تساهم بشكل كبير في تعزيز الهوية والوحدة الوطنية".
وكانت كلمة من وحي المناسبة للمحامية ميشلين غبريال قزي باللغة العامية، لتكون اقرب الى القلب، جاء فيها: "الله علينا بمريم أنعم
إيد الرحمة الالهية، مريم إم الكون، ومريم للمسلم والمسيحي، مريم، مريم يا أطهر كلمة مسموعة. روح بيار القزي من فوق من السما، وانا من هون من الأرض. توحدت السما مع الأرض، تتشكر معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى. برعايتك معاليك لهالحدث ترجمت أهمية مريم أم لكل الشعوب، حافظت على العيش الواحد، جددت مفهوم لبنان وطن الرسالة لقلب مريم الطاهر وزدت ثقافتنا حضارة بهالحفل الوطني الجامع المشترك. اليوم معاليك عم تحيي الحلم يلي زرعو الراحل المحامي بيار القزي بألحانه، خاصة ترتيلة نشيد البشارة. بيار كان من المبادرين بإحياء عيد البشارة لجمع كل الاديان تحت سقف واحد، تحت كنف امنا العذراء مريم. بلحنه رسم الشيخ والكاهن معا. إجتمعت الحان السما بصوت الكاهن والشيخ تيكونوا صوت واحد. الكاهن يردد آيات من الانجيل المقدس عن بشارة مريم والشيخ يردد آيات من القرآن الكريم عن صورة مريم. روح بيار تشكر وزير الثقافة لانه أتاح الفرصة انو هالترتيلة من الحانو تترنم وتخلد وتنطلق للعالمية بعيد البشارة. بيار كان عنوان حياته العذراء مريم وإكرامها وتمجيدها وآخر صفحة من صفحات حياته كانت امام امنا العذراء في مزار السيدة نجمة الصبح يلي هو بناه".
أضافت: "بحب نوه ان ترتيلة نشيد البشارة كانت الاحب على قلب بيار من بين ألحانه التي فاقت ال ٣٠٠ لحن ومن بين كل مسرحياتو. وهيدا النشيد بيدخل بالفصل الاخير من "مسرحية بيروت مجد الملوك" من كتابته والحانه يلي بتمنى تنفيذها مستقبلا وان تبصر النور برعاية وبتشجيع معالي وزير الثقافة يلي هو وراء كل عمل إبداعي، والإبداع ما رح يموت على عهدك معالي الوزير أطال الله بعمرك".
وشكرت قزي المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى ورئيسة الكونسرفتوار الدكتورة قواس. ودعت الى أن نصلي معا نشيد البشارة من الحان المحامي بيار القزي وكلمات الشاعر ريمون شبلي وتوزيع بيار القزي بصوت الدكتور كاترين غالي والأستاذ جوزيف عيسى، توزيع الدكتور وليد بو سرحال.
وقالت: لنردد معا برضاك لبنان التلاقي في المشرق يا مريم يا من يصلي في معبدك سلام مسيحي وآذان مسلم، فيرتقي وطن الرسالة. على خطى الحلم رح نمشي متل ما السما بدا، مثل ما الإبداع بدو، ومتل ما امنا مريم العذراء بدا".
والقى وزير الثقافة كلمة قال فيها:" مريم، ليست اسمَ علمٍ حملَتْه قديمًا امرأةٌ من الجليل، ولا لفظةً من أحرفٍ أربعةٍ فحسب. إنها نَغمةُ سماءٍ تحوّلت نعمةَ أرض. طهرٌ يضوعُ عطرُه في كلِّ قلب، ونقاوةٌ تلوِّنُ بالبياضِ الدهور وساكنيها. منذ أن اقتبلَت أن يحلَّ فيها كلمةُ الله وروحٌ منه، ويصيرَ مولودَها من غيرِ أن تعرفَ رجلًا، علمتْنا أن المتناقضاتِ في الفكر البشري قادرةٌ في الحياةِ على الاتحاد صورةً واحدة، عبر الإيمان بالخالق العليّ وقدرتِه الفائقة. ومن دون غوصٍ في التفاسير القرآنية واللاهوت المسيحي، حول شخصية مريم ودورِها في الرسالتين السماويتين، المسيحيةِ والإسلام، لا بدَّ من الإعتراف بأنَّ التي جمعت في ذاتِها بين البتولية والولادة، وبين الحقيقة والمعجزة، هي المثالُ الأكملُ لبني البشر، وخصوصًا لنا نحن اللبنانيين، والدرسُ الأبلغُ في أن الإختلافَ والتناقض والتنوّع، يمكنها أن تكون سبيلًا إلى الوحدة في المجتمع والوطن".
أضاف:" وإذا كان المأثورُ في معنى عيد البشارة وطنيًّا، أنّه اختير لرمزية السيدة العذراء، التي يُجمعُ على قداستِها المسلمون والمسيحيون، فإني أعتقدُ بأنَّ اعتماد هذا العيد يتجاوز مسألةَ إجماع المواطنين، إلى كونِه يختزن بعدًا ذاتيًّا في شخص مريم، لما حوَتْه، عبر الطاعة والتسليم للخالق تعالى، من فضيلةِ تجسيد الإيمان ليصير إيّاها وتصيرَ إيّاه، ومن استيعابٍ حيّ ٍللمتناقضات لتصيرَ واحدًا في ائتلافٍ وانسجام. إنَّها إذًا عنوانُ الوحدةِ المرتجاةُ في كلِّ ملّةٍ وأمّة".
وتابع المرتضى:" اليوم، نجتمع ههنا، في هذه المنطقة التي كانت لبعضِ الرّبعِ الأخير من القرن العشرين، خطَّ افتراقٍ تحتشدُ على جانبيه متناقضاتٌ كثيرة فكريةٌ وعسكريةٌ وسياسية، بلغَتْ حدَّ التقاتل والتقاصف اليومي، لنعمِّقَ على اسمِ مريم إعلانَ عهدِ الوحدة الوطنية. بالفنِّ نصنعُ ذلك، بنصُبٍ يرتفعُ بجوارِ المُتحفِ الوطني، أمام ضريح الجنديّ المجهول، في حديقةٍ ستكون خضراءَ، لا استذكارًا لخط التماس الأخضر، بل لخضرة الحياة التي ينبغي لها أن تنموَ بلا انقطاع في حقول أعمارنا وأجيالِنا. ونصنعُ ذلك أيضًا بالموسيقى والكلمة والفن التشكيلي، لنقول بالنتيجة إنَّ الثقافةَ بابُ تنوعٍ واختلاف، لكنها تجمعُ أيضًا لأنها تُنقّي النفسَ وترفعُ الروح إلى اتحادٍ في الحقّ والخير والجمال".
وختم: "ومريم القديسةُ أيّها الأصدقاء، عانت من عنتِ اليهود وظلمِهم واتهامِهم لها بأنها أتت أمرًا فريَّا، لولا أن تكلّمَ ابنُها، من كان في المهدِ صبيّا، كما في القرآن الكريم. وها هم اليوم، لا يطلقون الاتهامات الكلامية، بل القنابل والرصاص والمتفجرات على كل مريمات غزةَ، لأنهم يخشونَ منهنَّ أن ينُجبنَ أطفالًا يقاومون في مهودِهم. لم يتغير شيء في ذهنية أولئك الصهاينة منذ ألفي سنة إلى اليوم، القتلُ إيّاه، والظلمُ عينُه، وليس لهم منا إلاّ التشبّث بالفضائل المريمية ردعًا لآثامِهم، وإلاّ الصمودِ على نهج المقاومةِ دَفعًا لشرورِهم، وما اجتماعُنا اليوم إلا وجهٌ من وجوه المقاومة الثقافية التي تُرْعِبُهم بمقدار تلكِ العسكرية. ويا مريم أمَّنا العذراء: مباركةٌ أنتِ في النساء، والسلام على ابنك يوم وُلدَ ويوم يُبعثُ من جديد ومبارك هذا المكان على اسمِك وكلنا للوطن، للعلى للعلم، عشتم وعاش لبنان".
وكان الإعلامي والكاتب روني الفا افتتح الحفل بالقول:"بشَّرَكِ فَبَشِّرينا. متى نستحقُّ بُشراكِ؟ خطايانا كثيفةٌ وننامُ فوقَ أسرَّةِ الأحقاد.
عودي أيتها البتول إلى مسقطِ مجدِك في كتابَينا وعلّمينا كيف نتعالى ونتسامى بعد أن عشِقنا الهاوية والرقصَ على الأحقاد.
يا بَتولَتَنا، ورسولَتَنا إلى الأمومة المكلومة والشعوب المظلومة، من هذه الحديقة احرُثي حقول الصلاة عبر شفاعتك وبيمينِكِ مجّدي لبنان. إليكِ تلوذُ الشفاعةُ وعلى أطرافِ ثوبِكِ البتوليِّ إنفضي غبار خلافاتنا الصغيرة وأهوائنا الحقيرة، ألستِ نجمة الصبح في ليالينا المظلمة؟ ألستِ المشعَّةَ في أزقة رجائنا؟ أليسَت لعينيك هذه الحديقةُ وهذا الغناءُ الشجيُّ الصادحُ من حناجِرِنا؟ اذكري شهداءنا ببهاءِ وساطتكِ مع ابنِكِ الحبيب، علّهم يرقُدون على رجاء وحدتنا واحفظي لبنان يا نجمة لبنان وسيدَته الممتشقةُ تلالَهُ البهيَّةَ، وأجملَ سيدات الأرض قاطبةً وأجملَهنَّ في السماء
والترانيم التي سمعها الحضور هي: نشيد البشارة،لبيك ربي، يا مريم، اليك الورد بحبك يا لبنان غناء كاترين غالي وجوزيف عيسى".